أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط اليوم الثلاثاء ضرورة تنسيق الجهود للتصدي لظاهرة (الاسلاموفوبيا) والوقاية منها.

جاء ذلك في كلمة لأبوالغيط خلال انطلاق اعمال (المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام) الذي يأتي تحت شعار (الاسلاموفوبيا.. المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية) وذلك لمناقشة السبل التي من شأنها احتواء ظاهرة (الإسلاموفوبيا) عبر مناقشة أسبابها وتداعياتها التي تدور في جوهرها حول تعزيز خطاب الكراهية.

وقال أبوالغيط إن "الإسلاموفوبيا ظاهرة خطيرة لا يمكن إغفالها والتغاضي عنها" مطالبا بضرورة تنسيق الجهود لتسليط الضوء على أبعادها ودراسة وتحليل جذورها والبحث عن حلول واضحة للتصدي لها بكل حزم والوقاية منها مستقبلا.

وأضاف ان "اجتماع اليوم يأتي لتدارس قضية إنسانية وأخلاقية ملحة تمس الضمير الإنساني وتشكل تحديا حقيقيا أمام قيم التعايش والتفاهم والاحترام المتبادل". وأشار إلى انتشار (الاسلاموفوبيا) ما بين أسباب سياسية واجتماعية وثقافية منها ما يتعلق بهشاشة التشريعات والربط المفتعل بين الإرهاب والتطرف والجهل بقيم تعاليم الدين الإسلامي والتحريض الإعلامي مما أدى إلى انتشار مظاهر الرهاب من المسلمين وإطلاق الأحكام المسبقة والصور النمطية المغلوطة والانتشار الواسع لخطابات الكراهية والعداء.

ودعا في هذا المجال إلى ضرورة التكاتف للتعامل مع هذه الظاهرة بحس عال من المسؤولية التي تقع على عاتق كافة الحكومات والمنظمات الدولية وفعاليات المجتمع المدني علما بأن الأمم المتحدة استشعرت هذا الوضع المقلق باعتماد يوم عالمي ضد (الإسلاموفوبيا) وإصدار قرار يتضمن مجموعة من التدابير لمكافحة كراهية الإسلام بما فيها تعيين مبعوث أممي خاص.

ولفت أبوالغيط الى ان الجامعة العربية اعتمدت عدة قرارات على مستوى القمم العربية وكذلك على مستوى وزراء الخارجية بشأن إدانة مختلف أشكال التحريض على الكراهية الدينية والتطرف والإرهاب.

وقال "انه استكمالا لهذه الجهود تعمل إدارة الثقافة وحوار الحضارات بالأمانة العامة على تحديث الاستراتيجية العربية الموحدة لتحالف الحضارات عن السنوات 2025-2030 وتضمينها جملة من البرامج والأنشطة التي تسهم في دعم مبادئ التسامح".

واكد الامين العام أهمية دور وسائل الإعلام التقليدية والرقمية في الترويج لقيم التسامح والتعددية وقبول الآخر والتصدي لظاهرة (الاسلاموفوبيا) مشيرا الى ان "الإعلام المنحاز الذي يضخم كل خطأ وينشر صورا سلبية ويغذي الخطابات المتطرفة يزيد الأمر تعقيدا".

ويشارك في المؤتمر ممثلون عن جامعة الدول العربية ومنظمة العالم الاسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) والأزهر الشريف والكنيسة فضلا عن ممثلي الدول العربية.

ويتناول المؤتمر العديد من الموضوعات أبرزها مقدمة حول (الاسلاموفوبيا) وتعريفها وانتشارها والمظاهر المرتبطة بها وتأثيرها على الأمن المجتمعي والحوار مع الآخر والتقبل والعيش المشترك والسلام العالمي في الإسلام.

كما يناقش المؤتمر دور المؤسسات الرسمية والتعليمية والمجتمع المدني والتعاون الدولي في مواجهة هذه الظاهرة والسبل الممكنة لمجابهتها وخطاب الكراهية الى جانب استعراض نماذج واستراتيجيات في تعزيز الحوار والتسامح.

ويهدف المؤتمر الى الفهم المتبادل بين الثقافات المختلفة والتعرف على أهم الاستراتيجيات الدولية والإقليمية في مجال مكافحة (الاسلاموفوبيا) وتعزيز الحوار والتسامح والخروج كذلك بتوصيات في هذا الشأن.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك