نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد 24 ساعة من احتراق سنترال رمسيس.. ماذا قال الخبراء؟ - بلس 48, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 07:33 مساءً
بدأت القصة عند الظهيرة حين التهمت النيران صالات الطابق السابع في سنترال رمسيس، ذلك المبنى العتيق الذي ظل لقرن كامل شريانًا حيويًا يربط ملايين المصريين.
في غضون ساعات، تحولت شرارة صغيرة إلى كارثة شلت حركة العاصمة، حيث انهارت خدمات المحمول والأرضي، وتعطلت تطبيقات الدفع الإلكتروني، وتوقفت أجهزة الصراف الآلي، حتى إن مسافري مطار القاهرة وجدوا أنفسهم في دوامة من التأخير بعد تعطل أنظمة الاتصال الأرضية.
نقطة ارتكاز رئيسية لشبكة المصرية للاتصالات
كشف الدكتور محمد مغربي استشاري أمن البيانات، أن سنترال رمسيس ليس مجرد مبنى تقليدي، بل يشمل: نقطة ارتكاز رئيسية لشبكة المصرية للاتصالات، ومركز بيانات يستضيف أنظمة مشغلي الاتصالات، ونقاط ربط بينية حيوية.
وأوضح أن انهيار الشبكات نتج عن ثلاث مشكلات فنية جوهرية: أولاً، استخدام شركات المحمول الأربعة لشبكة المصرية للاتصالات كـ"عمود فقري" عبر كابلات وسويتشات داخل السنترال، ما جعل تعطله يؤثر على الربط البيني بين الشبكات. ثانياً، تأثر خدمات الصوت أكثر من الإنترنت بسبب حاجتها لبوابات توجيه لحظية لا تتحمل التأخير، بينما يمكن إعادة توجيه بيانات الإنترنت عبر مسارات بديلة. ثالثاً، أدى توقف التكييف الصناعي إلى ارتفاع حرارة الغرف التقنية فوق 40° مئوية، ما تسبب في تلف الكابلات الضوئية بظاهرة "الانحناء الدقيق" (Micro-bending) وفصل الأجهزة تلقائياً لحماية نفسها . وأضاف **المهندس حسام صالح**، خبير تكنولوجيا الاتصالات، أن التعامل مع الكابلات المتضررة "معقد ويحتاج وقتاً طويلاً"، لأن تقييم الأضرار يتطلب حسابات دقيقة لكل كابل وجهاز .
3 نقاط جوهرية
أما الدكتور محمد مغربي، استشاري أمن البيانات، فيحلل جذور الكارثة في ثلاث نقاط جوهرية: أولاً، تركز كابلات الاتصالات الحيوية لمشغلي المحمول الأربعة داخل مبنى واحد دون بدائل كافية، ما حوله إلى "نقطة فشل وحيدة" تهدد الأمن القومي.
ثانيًا، تصميم قديم لم يتواءم مع الكثافة الرقمية الحديثة، حيث أدى توقف التكييف إلى ارتفاع الحرارة فوق ٤٠ درجة مئوية، مسببًا ظاهرة "الانحناء الدقيق" التي تشوه الألياف الضوئية وتقطع الإشارة.
ثالثًا، أنظمة إطفاء عفا عليها الزمن لم تشتغل حين انبعثت رائحة الاحتراق الكيميائي الأولى، وهو ما يؤكده المهندس حسام صالح بقوله: "الكابلات المتشابكة تحولت إلى فتيل سريع الاشتعال بفعل العزل المتآكل".
مركز البيانات في العاصمة الإدارية شريان الحياة
بينما كان الدخان الكثيف يلف قبة السنترال، بدأت معركة غير مرئية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. نقلت فرق الطوارئ الفورية حركة الإنترنت إلى مركز الروضة التبادلي، مستخدمة تقنية "الفشل الاحتياطي التلقائي" التي تنقل العمليات بين المراكز في ثوانٍ.
وشرح المهندس هيثم طارق الإجراء المعقد قائلا: "مراكز البيانات في العاصمة الإدارية الجديدة كانت شريان النجاة، حيث حملت النسخ الاحتياطية الموزعة جغرافيًا عبء الخدمات".
لكن المعالجة واجهت تعقيدات غير متوقعة، فكما يوضح محمد عزام، خبير الاتصالات، كانت شركات المحمول الخاصة الأكثر تضررًا بسبب اعتمادها على السنترال في الربط البيني، بينما استعادت "المصرية للاتصالات" خدماتها أسرع بفضل بنيتها التحتية الممتدة.
أزمات البنية التحتية
وحذرت الدكتورة إيمان علي تحذر من أن "أزمات البنية التحتية تفتح نوافذ سانحة للقراصنة"، مشددة على ضرورة تعزيز الحماية السيبرانية أثناء عمليات الاستعادة. وفي الخلفية، تتصاعد توصيات الخبراء كدروس مستقبلية: خطة وطنية للطوارئ الرقمية، وتوزيع مراكز البيانات جغرافيًا، وتحويل المبنى التاريخي إلى متحف للاتصالات كما تقترح الدكتورة منى الشرقاوي. رغم عودة الخدمات.
التأثير الاقتصادي
أكد الدكتور أحمد جمال الدين، الخبير الاقتصادي أن التأثير المباشر كان "محدوداً على الاقتصاد الكلي لكنه كاشف للهشاشة الرقمية". وذكر أن القطاعات الأكثر تأثراً شملت خدمات الدفع الإلكتروني وتطبيقات النقل الذكي والتواصل المؤسسي، مما تسبب في خسائر آنية للشركات الصغيرة والعاملين في الاقتصاد الرقمي.
و أشاد بصمود القطاع المصرفي بفضل بنيته الاحتياطية القوية. وبحسب تقرير "سكاي نيوز عربية" ، امتد التأثير ليشل منصات الدفع الإلكتروني ويعطل أنظمة حجز تذاكر القطارات، بل وأجبر متاجر كبرى على الإغلاق مؤقتاً. كما أدى الحادث إلى تعليق تداول البورصة المصرية كما ذكر موقع "مباشر" ، ووصفه المحللون بأنه قرار صائب لحماية المستثمرين في ظل الصعوبات الفنية.
0 تعليق