هل تقترب ألمانيا من امتلاك القنبلة النووية؟ تصريحات غروسي تثير قلق أوروبا - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تقترب ألمانيا من امتلاك القنبلة النووية؟ تصريحات غروسي تثير قلق أوروبا - بلس 48, اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 07:53 مساءً

في تصريح أثار عاصفة من الجدل والتكهنات داخل الأوساط السياسية والأمنية، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن ألمانيا تمتلك القدرة التقنية والمادية اللازمة لتصنيع أسلحة نووية خلال فترة قصيرة لا تتجاوز عدة أشهر، ما يعيد إلى الواجهة النقاش حول مستقبل الأمن الأوروبي ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. 
ورغم تأكيد غروسي أن ما ذكره "افتراضات نظرية"، فإن التوقيت والسياق الجيوسياسي يجعلان من هذه التصريحات مادة دسمة للتحليل والقلق.

غروسي: ألمانيا مستعدة تقنياً ومادياً

في مقابلة أجراها مع صحيفة "رزيكزبوسبوليتا" البولندية، قال غروسي إن ألمانيا لا تحتاج وقتاً طويلاً لتصبح قوة نووية، إذ تمتلك جميع المواد النووية والتكنولوجيا والمعرفة اللازمة لإنتاج سلاح نووي. وأوضح أن الأمر قد يستغرق "أشهراً فقط"، في حال قررت برلين اتخاذ هذا المسار.

وأضاف غروسي: "الألمان يعرفون كيف يفعلون ذلك. لديهم جميع العناصر الضرورية المعرفة، التكنولوجيا، والمواد".

ورغم خطورة التصريح، حرص غروسي على توضيح أن ما قاله يدخل في نطاق "الافتراضات النظرية"، وليس مبنياً على نوايا مؤكدة من الجانب الألماني.

معاهدة عدم الانتشار.. التزام أم مصلحة؟

غروسي لم يكتفِ بتوصيف القدرة الألمانية، بل تناول أيضاً الإطار الدولي الذي يقيّد أي توجه نحو التسليح النووي، في إشارة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT). 
وقال: "الالتزام بالمعاهدة يصب في مصلحة الدول الأوروبية. في العلاقات الدولية، لا توجد دولة تتصرف بدافع الإيثار الخالص، بل وفق مصالحها".

وأكد أن الدول الأوروبية توصّلت إلى قناعة مفادها أن السماح للجميع بامتلاك أسلحة نووية سيقود إلى كارثة عالمية، داعياً إلى التمسك بالمنظومة الحالية لضبط التسلح النووي.

أصوات داخلية تطالب بردع أكبر


تأتي تصريحات غروسي في سياق تصاعد الأصوات داخل ألمانيا للمطالبة بمراجعة البنية الدفاعية النووية للبلاد. 
ففي يونيو الماضي، دعا ينس شبان، رئيس كتلة الحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي في البرلمان الألماني، إلى تعزيز الردع النووي الأوروبي، مشيراً إلى أن الأسلحة النووية الأميركية المتمركزة حالياً في ألمانيا "ليست كافية لردع روسيا".

واقترح شبان أن تسعى ألمانيا أو الاتحاد الأوروبي للوصول إلى الترسانة النووية لفرنسا أو بريطانيا، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لإعادة تشكيل المنظومة الأمنية الأوروبية بعيداً عن الهيمنة الأميركية.

نهاية عهد التطمينات؟

رغم التزام ألمانيا الرسمي بسياسات عدم التسليح النووي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن الظروف الدولية المتغيرة، والحرب المستمرة في أوكرانيا، والتوترات المتصاعدة مع روسيا، دفعت البعض داخل أوروبا للتفكير بصوت عالٍ في بدائل جديدة لضمان الأمن القومي.

تصريحات غروسي، حتى وإن كانت "افتراضية"، فتحت باباً واسعاً للتساؤل: هل نحن على أعتاب عصر جديد تتخلى فيه بعض الدول عن مبادئ عدم الانتشار لحماية نفسها؟ وهل يمكن لألمانيا أن تتحول من قوة اقتصادية إلى قوة نووية؟

لا أحد يعرف الإجابة لكن المؤكد أن التهديد النووي عاد إلى صدارة النقاش الأوروبي بقوة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق