في ظل التقلبات المستمرة بأسواق الطاقة العالمية، شهدت أسعار النفط في التعاملات الأوروبية يوم الخميس تراجعًا هو الأول بعد مكاسب دامت ثلاثة أيام متتالية. 

طبقا لـ تحيا مصر ، حيث فقد الخام الأمريكي وخام برنت زخم صعودهما، متخلّيين عن مستويات هي الأعلى في ثلاثة وأربعة أسابيع على التوالي، نتيجة عمليات تصحيح وجني الأرباح من قبل المستثمرين، إلى جانب تنامي المخاوف حيال تصاعد التوترات التجارية العالمية.

ضغط تجاري ورسوم أمريكية تعمّق القلق

جاءت هذه الخسائر على الرغم من استمرار المخاوف المتعلقة بنقص الإمدادات، بعد أن فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رسومًا جمركية جديدة على الدول المستوردة للنفط والغاز من فنزويلا، في خطوة تهدف إلى تصعيد الضغوط على حكومة نيكولاس مادورو بسبب سياسات الهجرة. كما امتدت هذه التداعيات إلى الصين، حيث توقفت بعض المصافي عن شراء الخام الفنزويلي خشية الرسوم الإضافية.

أداء الأسواق وأسعار النفط

سجل سعر برميل الخام الأمريكي انخفاضًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 69.25 دولارًا، بعدما بلغ ذروته خلال الجلسة عند 69.83 دولارًا. في المقابل، هبط خام برنت بنسبة 0.5% ليصل إلى 73.54 دولارًا، بعد أن لامس مستوى 73.94 دولارًا كأعلى نقطة له في الجلسة. 

يأتي هذا التراجع بعد ارتفاعات ملحوظة في الجلسات السابقة، حيث صعد الخام الأمريكي إلى 70.18 دولارًا كأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، فيما بلغ خام برنت 74.14 دولارًا، وهو الأعلى منذ 25 فبراير الماضي.

تصعيد الرسوم الجمركية وتأثيره على الأسواق

أعلن ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات والشاحنات الخفيفة المستوردة، في خطوة تعزز نطاق الحرب التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى. 

هذه القرارات أثارت قلق المستثمرين، وسط مخاوف من أن تؤدي التعريفات الجمركية المتبادلة إلى تباطؤ اقتصادي عالمي ينعكس سلبًا على الطلب على الطاقة.

المخزونات الأمريكية تتراجع عكس التوقعات

في تقريرها الأخير، أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية انخفاض المخزونات التجارية بحوالي 3.3 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 21 مارس، وهو ما خالف توقعات السوق التي كانت تشير إلى زيادة بمقدار 1.5 مليون برميل. هذا الانخفاض الكبير يُعد عاملًا داعمًا للأسعار، لكنه لم يكن كافيًا لتعويض أثر عمليات جني الأرباح والمخاوف المتعلقة بالحرب التجارية.

التوقعات المستقبلية للنفط 

من الناحية الفنية، يواجه النفط مستويات مقاومة محورية قد تعيق استعادة زخم الصعود في المدى القريب. في الوقت نفسه، تبقى العوامل الجيوسياسية والتجارية هي المحدد الأكبر لحركة الأسعار، خاصة مع الترقب الحذر لكيفية تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة وتأثيرها على تدفقات النفط العالمية.