في مشهد تاريخي يُنهي أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح، أحرق العشرات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني أسلحتهم، اليوم الجمعة، في مراجل ضخمة خلال مراسم رمزية أقيمت في محافظة السليمانية شمال العراق، إيذانًا ببدء المرحلة الأولى من عملية نزع السلاح.

وأكدت مصادر محلية لوكالة "ريا نوفوستي" أن المرحلة الثانية من عملية نزع السلاح ستُنفذ خلال الأيام المقبلة، في إطار خطة متعددة المراحل، تهدف إلى إنهاء الصراع بشكل كامل والتحول إلى العمل السياسي.

وكان حزب العمال الكردستاني قد أعلن في مايو الماضي عن حل نفسه رسميًا، استجابة لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان، المعتقل في تركيا منذ عام 1999، والذي طالب في رسالة مصورة بإنهاء الكفاح المسلح والانتقال إلى مسار ديمقراطي وسياسي سلمي.

وجاء في بيان صادر عن الحزب اليوم الجمعة: "نلبي اليوم نداء القائد عبد الله أوجلان، الصادر في 19 يونيو و27 فبراير، وننفذ قرارات مؤتمرنا الثاني عشر الذي عُقد بين 5 و7 مايو.. .نحن نتخلى طواعية عن أسلحتنا ونأمل أن يدرك الجميع القيمة التاريخية لهذه الخطوة".

ودعا الحزب في بيانه جميع القوى الإقليمية والدولية إلى احترام الحقوق المشروعة للشعب الكردي، ودعم عملية السلام والحل الديمقراطي في المنطقة.

وقال حكيم عبد الكريم، عضو المؤتمر الوطني الكردستاني، في تصريحات لشبكة "رووداو" الإعلامية، إن مراسم حرق الأسلحة جرت في كهف جاسنه بناحية سورداش، وهو موقع يحمل رمزية تاريخية كبيرة في الذاكرة الكردية، لاحتضانه مقاومة الزعيم محمود الحفيد ضد الاحتلال البريطاني في عشرينيات القرن الماضي.

من جهته، قال عمر جليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، إن "عملية نزع السلاح والحل" لا تقتصر على حزب العمال الكردستاني (PKK) فقط، بل تشمل أيضًا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرق سوريا، وحركة بجاك (PJAK) في إيران.

تجدر الإشارة إلى أن حزب العمال الكردستاني تأسس عام 1978، وخاض منذ 1984 صراعًا مسلحًا مع الدولة التركية أسفر عن عشرات الآلاف من القتلى والنازحين. وعلى الرغم من أن الحزب سعى في بداياته إلى إقامة دولة كردية مستقلة، إلا أنه غيّر برنامجه في التسعينيات، وبدأ يطالب بالحكم الذاتي والحقوق السياسية والثقافية للأكراد داخل تركيا.

ويأمل مراقبون أن تمهّد هذه الخطوة غير المسبوقة نحو نزع السلاح لبداية مرحلة جديدة من الاستقرار في المنطقة، بعد عقود من المواجهات الدموية.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك