نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من ارتفاع شاهق.. رجل مغربي يلقي بنفسه من فوق خزان مياه ببني ملال - بلس 48, اليوم السبت 12 يوليو 2025 07:33 مساءً
يرقد رجل في منتصف العمر بين الحياة والموت في قسم العناية المركزة في مستشفى ببني ملال بالمغرب، بعد سقوط مروّع من ارتفاع شاهق فوق خزان مياه في الجماعة الترابية أولاد يوسف.
تفاصيل الحادثة تكشف عن مسار تصعيدي دراماتيكي بدأ باعتصام احتجاجي وانتهى بمشهد أشبه بأفلام الأكشن، حيث أقدم الرجل البالغ من العمر 45 عاماً على ربط حبل حول عنقه قبل أن يلقي بنفسه من حافة الخزان، وفق البيان الرسمي للسلطات المحلية الذي نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء .
ولم تكن هذه الخطوة إلا الفصل الأخير من سلسلة تصرفات خطيرة بدأت قبل أيام، حين تسلق الرجل الخزان المعدني العملاق في منطقة نائية، معلناً اعتصامه في خطوة احتجاجية غامضة.
المشهد تحول إلى مأساة حقيقية عندما حاولت فرق الإنقاذ التدخل لإنقاذه بعد أن أظهر علامات اضطراب نفسي حاد.
تصعيد دراماتيكي بعد احتجاز رجل إنقاذ
في ليلة الجمعة الماضية، وبحضور ممثلي اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان وأفراد من عائلته، نفدت كل محاولات الإقناع والحوار، حيث حاولت السلطات تقديم وعود بدراسة مطلبه، لكن الرجل رفض كل الحلول المقترحة، مما دفع بالحدث نحو منعطف أكثر خطورة. في تصعيد مفاجئ، تظاهر الرجل بإصابته بوعكة صحية طالباً المساعدة، وعندما صعد عنصران من الوقاية المدنية لإنقاذه، انقلب المشهد إلى كابوس حين احتجز أحدهم تحت تهديد آلة حادة، ثم دفعه بقسوة من أعلى الخزان، مما تسبب في إصابته بكسور متعددة تطلبت جراحات عاجلة .
استخدام الحجارة والآلات الحادة ضد عناصر الأمن
تحولت محاولة الاحتجاج إلى مواجهة عنيفة مع قوات الدرك الملكي، حيث أظهر الرجل مقاومة شرسة باستخدام الحجارة والآلات الحادة ضد عناصر الأمن الذين حاولوا احتواء الموقف.
رغم وضع وسائد هوائية أسفل الخزان لامتصاص صدمة السقوط المحتمل، إلا أن الرجل انهار من الأعلى في النهاية، ليلحق به إصابات بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى حيث لا يزال يقاوم الموت، بينما يحاول التحقيق القضائي الذي فتحته مصالح الدرك الملكي تحت إشراف النيابة العامة كشف الغموض المحيط بدوافعه الحقيقية، خاصة وأن المنطقة تشهد توترات متكررة حول قضايا المياه والخدمات الأساسية .
سقوط مروّع ومطالب غامضة
وفق خبراء فإن تصرفاته تشير إلى حالة يأس متصاعد أو أزمة نفسية عميقة كما أن اختياره لخزان المياه كموقع للاحتجاج يكتسب دلالة رمزية في منطقة تعاني من شح الموارد المائية بين الحين والآخر، بينما تصريحات السلطات تؤكد أن تدخلاتها طوال الأزمة ركزت على "إنقاذه من الخطر الذي عرض له نفسه"، لكن تصاعد العنف جعل السيناريو ينزلق نحو نقطة اللاعودة، في حين لم تكشف التحقيقات بعد عن طبيعة المطالب التي دفعته لهذه الخطوة اليائسة، إن كانت مرتبطة بقضايا شخصية أو مجتمعية .
يذكر أن المغرب أحد أعلى المعدلات عربياً في تسجيل حالات الانتحار وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية، بمتوسط يصل إلى 7.2 حالة لكل 100 ألف نسمة، بما يتجاوز ثلاث حالات انتحار يومياً، أي ما يفوق الألف حالة سنوياً بحسب رصد الجمعيات الحقوقية المحلية، في ظل غياب إحصاءات رسمية.
وتتركز بؤر الظاهرة بشكل لافت في المناطق الشمالية، لا سيما في طنجة-تطوان-الحسيمة التي تستأثر بنحو 48% من الحالات المسجلة. أما إقليم شفشاون الصغير يحمل عبئاً غير متناسب مع حجمه السكاني، إذ سجلت قرى جبال الريف وحدها 240 حالة بين 2015 و2022، بينما شهد شهر واحد من عام 2020 انتحار 54% من إجمالي الضحايا على مستوى البلاد.
0 تعليق