تحذير أميركي شديد اللهجة: لبنان في سباق مع الزمن قبل أن يتجاوزه الجميع - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحذير أميركي شديد اللهجة: لبنان في سباق مع الزمن قبل أن يتجاوزه الجميع - بلس 48, اليوم السبت 12 يوليو 2025 08:33 مساءً

في تصريحات لافتة تعبّر عن نفاد الصبر الأميركي، حذّر المبعوث الخاص للولايات المتحدة، توم باراك، من أن لبنان قد يجد نفسه خارج معادلات المنطقة إذا لم يُسارع إلى ترتيب أوضاعه الداخلية، متحدثاً بشكل صريح عن مستقبل حزب الله والجمود السياسي والانهيار الاقتصادي الذي يهدد البلاد. 
الرسالة كانت واضحة: إما التغيير، أو العزلة الكاملة في منطقة تعاد صياغتها.

واشنطن تضغط: إما الإصلاح أو التجاوز

قال باراك إن لبنان يعيش على هامش المعادلة الإقليمية، وإذا لم يبادر سريعاً إلى إعادة تشكيل وضعه السياسي والمؤسساتي، فسيجد نفسه متجاوزاً من قبل جيرانه والمنظومة الدولية، خصوصاً في ظل الحديث عن إعادة إعمار سوريا وتحولات استراتيجية تشمل إسرائيل ودول الخليج.

وصف باراك مستقبل حزب الله بأنه واحد من أكبر تحديات الدولة اللبنانية، قائلاً إن الحزب بات مكوناً مزدوجاً: جناح عسكري تدعمه إيران وتعتبره واشنطن منظمة إرهابية، وجناح سياسي يحظى بشرعية برلمانية. 
ولفت إلى أن نزع سلاح الحزب يجب أن يتم بمبادرة حكومية وبدعم داخلي، مشدداً على ضرورة أن يشارك حزب الله نفسه في عملية نزع السلاح.

نزع سلاح حزب الله: حوار أم مواجهة؟

المبعوث الأميركي طرح رؤية دقيقة لتسوية محتملة مع حزب الله، تتضمن تحويله إلى كيان سياسي بحت، لكن بشروط واضحة، في مقدمتها تفكيك الجناح العسكري وإعادة أسلحته، خاصة الثقيلة، إلى الدولة اللبنانية. 
وأكد أن هذه العملية يجب أن تتم بإشراف الجيش اللبناني، الذي وصفه بأنه المؤسسة الوحيدة التي لا تزال تحظى بالاحترام والثقة.

وكشف باراك عن محادثات جارية خلف الكواليس، تشارك فيها الولايات المتحدة كوسيط بين لبنان وإسرائيل، رغم القوانين اللبنانية التي تحظر أي اتصال مباشر مع تل أبيب.
وقال: "بدأنا في تشكيل فريق تفاوضي، ونحن نلعب دور الوسيط".

الموقف الإيراني والموقف الأميركي: تناقض واضح

رغم الضغوط الغربية، شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على تمسك بلاده بحق حزب الله في الاحتفاظ بسلاحه، واعتبر أن أي محاولة لنزع سلاحه تمثل تهديداً مباشراً للبيئة السياسية في لبنان.
لكن باراك أكد أن الحوار مع الحزب السياسي أمر ممكن، بشرط تخليه عن جناحه العسكري.

وأضاف: "الأسلحة الثقيلة هي التي تشكل تهديداً على إسرائيل، وليست الأسلحة الخفيفة المنتشرة بكثرة".
وأشار إلى أن هذه الأسلحة غالباً ما تُخزن في مناطق مدنية، ما يزيد من تعقيد المشهد ويعزز الحاجة إلى حل سلمي منظم.

الحكومة اللبنانية تحت المجهر

وفي مؤتمر صحافي عُقد في بيروت، أشاد باراك بالاستجابة السريعة للحكومة اللبنانية لمقترحات نزع السلاح، واصفاً ما قدمته بأنه مذهل ومعقد، لكنه في الوقت ذاته لم يخفِ قلقه من ثقافة الإنكار والمراوغة التي تميز النظام السياسي اللبناني.

وقال في مقابلة لاحقة مع قناة LBCI اللبنانية: "السياسيون اللبنانيون اعتادوا على ربح الوقت لا اتخاذ قرارات، وهذا يجب أن يتغير".
وأضاف بنبرة تحذير: "إذا لم يتغيروا، سيتجاوزهم الزمن وسيبقون خارج اللعبة".

نهاية زمن المماطلة

وفي ختام تصريحاته، شدد باراك على أن زمن التأجيل والمراوغة شارف على نهايته، مؤكداً أن الفرصة الآن متاحة أمام لبنان لإنقاذ نفسه، وإلا "فسيصبح من الماضي"، حسب تعبيره. 
ومع ذلك، عبّر عن "تفاؤل حذر" بإمكانية تحقيق تقدم حقيقي.

وقال: "نحن لا نفرض أي شيء. نحن نقول ببساطة: إن أردتم مساعدتنا، فهذه هي شروطها. وإن لم ترغبوا، فسنعود إلى بلادنا. ولكن الوقت لم يعد في صالح أحد".

وفي منطقة يعاد رسم معالمها السياسية والأمنية بسرعة، قد يكون هذا التحذير الأميركي من أخطر الرسائل التي تُوجه إلى لبنان في السنوات الأخيرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق