تشهد بعض المناطق جنوب شرق المملكة انتشارًا لأسراب الجراد، مما يثير مخاوف بشأن تداعياته على القطاع الفلاحي والأمن الغذائي، ويُعد الجراد من أخطر الآفات الزراعية، نظرًا لقدرته على التهام المحاصيل بسرعة فائقة، مما يسبب خسائر اقتصادية كبيرة ويؤثر على معيشة الفلاحين.

ويمثل هذا الاجتياح تحديًا كبيرًا، خاصة أن جزءًا مهمًا من السكان يعتمد على الفلاحة كمصدر رئيسي للدخل، ما يجعل أي تضرر للمحاصيل عاملًا مباشرًا في ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتأثيرًا على القدرة الشرائية للمواطنين.

وفي هذا السياق، أوضح الباحث في الشؤون الاقتصادية، محمد اعليلوش، أن انتشار الجراد، رغم أنه في نطاق محدود، يهدد الإنتاج الفلاحي ويؤدي إلى خسائر فادحة تنعكس على دخل الفلاحين، وترفع من معدلات الفقر، خصوصًا في المناطق القروية، فضلًا عن تأثيرها على الأسواق المحلية والصادرات الزراعية.

وأكد اعليلوش على أهمية تبني استراتيجية متكاملة لمواجهة هذه الظاهرة، تشمل استخدام المبيدات الحشرية بطرق فعالة، ورصد تحركات الأسراب عبر تقنيات الاستشعار عن بعد، وتوعية الفلاحين بوسائل الحماية، كما شدد على دور البحث العلمي في تطوير حلول مستدامة، مثل تقنيات المكافحة البيولوجية، لمواجهة الجراد بطرق صديقة للبيئة.

وبالتوازي مع جهود السلطات، يشكل تعاون المواطنين عنصرًا أساسيًا في احتواء هذه الأزمة، من خلال التبليغ عن انتشار الجراد وتعزيز التنسيق مع الجهات المختصة، بهدف تقليل أضرار هذه الظاهرة على القطاع الفلاحي والاقتصاد الوطني.