كشف مصدر سياسي بارز لصحيفة "إسرائيل هيوم"، الأحد، عن تطور مهم في مسار المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، موضحًا أن إسرائيل باتت مستعدة لبدء محادثات جدية بشأن إنهاء الحرب، شريطة قبول حماس بمقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

وبحسب المصدر، فإن الخطة الأميركية تنص على إطلاق سراح جميع الرهائن على مرحلتين، الأولى في بداية المحادثات، والثانية في نهايتها، ما يمهّد الطريق لمناقشة القضايا الكبرى، وعلى رأسها مستقبل غزة وسيناريو ما بعد الحرب.

تل أبيب تضع شروطًا واضحة: لا إنهاء للحرب بلا رهائن

الموقف الإسرائيلي لا يزال متصلبًا في بعض محاوره، إذ ترفض الحكومة شروط حماس لإنهاء الحرب، وتتمسك بالمبادئ التي طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس الأميركي في يوليو 2024، والتي تتضمن:

السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة

نزع سلاح حماس بالكامل

إزاحة الحركة من الحكم في غزة

وقف "التحريض والكراهية" في التعليم والإعلام

إطلاق سراح كل الرهائن، أحياء وأموات

مع ذلك، تُعتبر هذه التصريحات أول إشارة رسمية على استعداد إسرائيل لبحث تسوية شاملة تنهي الحرب، بعد شهور من التأكيد على أن الحرب ستستمر "حتى القضاء الكامل على حماس".
 

خطة ويتكوف: مرحلتان بدلاً من صفقات متجزئة

يقترح ويتكوف، مبعوث إدارة بايدن، أن يتم تقسيم صفقة تبادل الرهائن إلى مرحلتين واضحتين، لتجنّب التعقيدات التي واجهتها الجولة الأولى من التبادل.

ووفقًا للخطة، يتم إطلاق النصف الأول من الرهائن في بداية المحادثات، والنصف الثاني في ختامها، ما يُعتبر وسيلة لبناء الثقة والتمهيد لاتفاق طويل الأمد.

وقد أبدت إسرائيل استعدادًا مشروطًا لمناقشة "المرحلة الثانية" من الخطة، إذا ما التزمت حماس بتنفيذ المرحلة الأولى.

موافقة حماس على بحث إطلاق خمسة رهائن أحياء

في تطور لافت، كشف مصدر أمني إسرائيلي عن أن حماس أبدت لأول مرة استعدادها لمناقشة إطلاق خمسة رهائن أحياء، دون اشتراط وقف إطلاق نار طويل الأمد كما كانت تطالب سابقًا.

لكن تل أبيب رفضت العرض، واعتبرته "غير كاف"، مطالبة الحركة بالقبول الكامل بمقترح ويتكوف.

وصرّح مسؤول إسرائيلي رفيع:

"الضغط العسكري واللوجستي هو الذي دفع حماس إلى تليين مواقفها، ومن يدّعي أن القوة لا تجدي، فهو مخطئ".

محادثات قد تمتد لـ50 يومًا وسط مراقبة أميركية دقيقة

وفق "إسرائيل هيوم"، يُتوقع أن تستغرق المحادثات غير المباشرة نحو 50 يومًا، وقد تكون برعاية قطرية ومصرية وأميركية، مع مراقبة دقيقة من إدارة بايدن التي تسعى لمنع انهيار الملف السياسي وسط التوتر الإقليمي.

ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد تمهد لأوسع صفقة تبادل منذ بدء الحرب، لكنها مرهونة بموافقة حماس على المخرجات الأميركية، وتنازلات من الطرفين في الملفين الأمني والسياسي.