تقرير أميركي: اقتتال طرابلس محلي وسريع لكنه يعكس هشاشة خطيرة وقد يفتح الباب لتدخل الجيش

ليبيا – تناول تقرير تحليلي صادر عن منظمة “بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة” الأميركية تطورات المشهد الأمني في العاصمة طرابلس، مشيرًا إلى أن الاقتتال الداخلي بين الجماعات المسلحة تجاوز الطابع الأمني المحلي إلى اضطرابات أعمق ذات أبعاد سياسية.

وبحسب التقرير، الذي تابعته وترجمت أبرز مضامينه صحيفة المرصد، فإن أحداث 12 مايو وما تلاها كشفت عن ترسيخ غير متكافئ لهيمنة جماعات مسلحة محدودة على حساب أخرى، وسط منافسة شرسة بين النخب على مؤسسات الدولة والإيرادات، ضمن مساحة ضبابية بين سلطة الدولة واستقلال الميليشيات.

طبيعة الاقتتال وتحولاته

وأوضح التقرير أن الاقتتال في طرابلس غالبًا ما يكون محليًا وقصير الأمد، إذ إن أكثر من 80% من الحوادث تستمر أقل من 24 ساعة، ما يعكس رفضًا عامًا من الفصائل المسلحة للعنف الواسع خشية التورط في صراع شامل قد يجلب تدخلات خارجية أو يهدد مصالحها.

كما لفت إلى أن الصراعات المسلحة تنشب عادة بسبب توغلات مناطقية أو اعتقالات متنازع عليها، في حين تكون الهجمات الاستراتيجية، مثل العملية التي نفذها معسكر الدبيبة ضد “جهاز دعم الاستقرار”، أقل تواترًا لكنها أكثر خطورة من حيث النتائج.

الجيش يراقب والاحتمالات مفتوحة

وأشار التقرير إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة تتابع الوضع بدقة، وقد تتدخل مباشرة أو عبر حلفائها في غرب البلاد إذا رصدت نقاط ضعف في تحالفات حكومة الدبيبة، خصوصًا في حال تفكك الترتيبات الأمنية الراهنة بفعل أزمة مالية أو تراجع في إيرادات النفط.

قنوات اتصال بين الجماعات وتدخل تركي محتمل

وبين التقرير أن هناك قنوات اتصال خلفية بين قادة الجماعات المسلحة تسمح بإدارة الأزمات واحتواء التصعيد عبر آليات شبه مؤسسية، فيما تبقى تركيا لاعبًا محوريًا، سواء عبر الردع أو الوساطة أو تقديم الدعم الانتقائي، خاصة مع تطور علاقاتها مع شرق البلاد.

خلاصة: طرابلس على حافة الانهيار الأمني

واختتم التقرير بالتنبيه إلى أن العاصمة طرابلس، في ظل هشاشتها الأمنية البنيوية وافتقارها لإصلاحات هيكلية، قد تكون عرضة للانهيار، ما يغيّر موازين القوى الداخلية في ليبيا، ويفتح الباب أمام تحولات جذرية في المشهد السياسي والعسكري.

ترجمة المرصد – خاص