، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الثلاثاء، أن بلاده "مستعدّة لأداء دور بنّاء" لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في وقت جدد فيه التأكيد على دعم بكين لموسكو في الدفاع عن "مصالحها الأساسية".

جاء ذلك خلال مقابلة أجراها وانغ مع وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، بالتزامن مع زيارته الرسمية إلى موسكو، والتي تمتد من 31 مارس حتى 2 أبريل.

وقال الوزير الصيني إن بكين "تأخذ بعين الاعتبار تطلعات جميع الأطراف المعنية"، وتعمل مع المجتمع الدولي لإيجاد حل دبلوماسي مستدام للنزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

لقاء مع لافروف وتأكيد على الشراكة الاستراتيجية

وعقب تصريحاته للوكالة الروسية، التقى وانغ يي نظيره الروسي سيرغي لافروف، حيث تبادل الطرفان إشادة متبادلة بمستوى العلاقات الثنائية. وأكد وانغ خلال اللقاء أن "التعاون الشامل بين الصين وروسيا في العصر الجديد سيكتسب حيوية جديدة، وسيرتقي إلى مرحلة أعلى".

من جهته، قال لافروف إن العلاقات بين موسكو وبكين بلغت "مستوى جديدًا"، مشددًا على أنها ستستمر في النمو "على كل الجبهات"، سواء الاقتصادية أو الأمنية أو السياسية.

ويُنتظر أن يلتقي وانغ بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة تعكس أهمية الزيارة التي تأتي في توقيت حساس من عمر الحرب الأوكرانية.
 

بكين تحافظ على خطاب الحياد وتنسّق بهدوء مع موسكو

رغم إعلان الصين المستمر عن التزامها الحياد في الحرب الأوكرانية، فإن الواقع على الأرض يُظهر تنسيقًا وثيقًا مع موسكو، خاصة على الصعيدين التجاري والعسكري. ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، شهدت العلاقات بين البلدين تقاربًا متزايدًا، شمل توقيع اتفاقات ضخمة في مجالات الطاقة والبنية التحتية.

لكن بكين تواصل التأكيد على ضرورة الحل السلمي للنزاعات، وتعبر عن انفتاحها على القيام بدور الوسيط، ما يعزز من مكانتها كقوة دبلوماسية صاعدة في النظام العالمي الجديد.

زيارة تحمل رسائل للغرب

زيارة وانغ يي إلى موسكو تُعد رسالة واضحة إلى الدول الغربية بأن بكين لا تزال متمسكة بتحالفها الاستراتيجي مع روسيا، رغم الضغوط الغربية ومحاولات عزل موسكو. كما تعكس طموح الصين في لعب دور سياسي أكبر في حل الأزمات الدولية، لا سيما في ظل التوترات المتصاعدة بين الشرق والغرب.