في تصعيد جديد، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن إنشاء محور جديد يفصل مدينة رفح الفلسطينية عن باقي مناطق قطاع غزة بالكامل، تحت مسمى 'محور ميراج'.

 وأعلن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن هذا المشروع خلال خطاب له نشره عبر منصة 'إكس'، زاعمًا أن هذه الخطوة تهدف إلى 'ضرب الإرهابيين وتدمير بنيتهم التحتية'، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال سيسيطر على قطاع غزة بالكامل. ووصف نتنياهو 'محور ميراج' بأنه 'محور فيلادلفيا الثاني'، في إشارة إلى خطط الاحتلال لتعزيز قبضته الأمنية على المنطقة.

مخطط عسكري إسرائيلي جديد لتقسيم القطاع

علق المحلل الفلسطيني والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور نزار نزال، على هذه التطورات، مؤكدًا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ستتخذ منحى مختلفًا عمّا كانت عليه خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية، والتي شهدت حربًا مدمرة على القطاع.

الدكتور نزار نزال المحلل الفلسطيني والخبير في الشئون الإسرائيلية

وأوضح نزال أن رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، وضع خطة جديدة تهدف إلى تقسيم قطاع غزة بالكامل، وفرض المزيد من القيود على السكان، بهدف خلق بيئة قاسية تدفع الفلسطينيين نحو الهجرة القسرية. كما أشار إلى وجود إدارة داخل جيش الاحتلال متخصصة في تسهيل خروج الفلسطينيين من القطاع، في خطوة يرى فيها محاولة واضحة للتهجير القسري.

تصاعد الانتهاكات والتدمير الممنهج للبنية التحتية

وأكد نزال أن الاحتلال سيواصل تصعيد إجراءاته عبر تقطيع أوصال قطاع غزة، وإخلاء أحياء كاملة، وشن هجمات واسعة تستهدف البنية التحتية والمناطق السكنية، كما شدد على أن ما يجري هو 'حرب إبادة شاملة' تهدف إلى التطهير العرقي، مشيرًا إلى استهداف المدنيين، من أطفال ونساء وشيوخ، بشكل متعمد.

دور الولايات المتحدة في دعم الاحتلال

أعرب نزال عن استغرابه من الموقف الأمريكي، حيث تستمر الولايات المتحدة في دعم الاحتلال رغم الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي والقانون الإنساني وقرارات الأمم المتحدة، وأكد أن هذا الدعم يمثل استخفافًا بالقيم الإنسانية والعالم العربي والمسلمين، ما يمنح الاحتلال غطاءً دوليًا لمواصلة سياساته القمعية والتوسعية في غزة.

محور ميراج

مستقبل قطاع غزة في ظل التصعيد الإسرائيلي

واختتم نزال حديثه بالإشارة إلى أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف خنق قطاع غزة اقتصاديًا وإنسانيًا، من خلال إغلاق المعابر، وتقسيم المناطق، وفرض المزيد من القيود، في محاولة لإجبار السكان على مغادرة القطاع، وفرض أمر واقع جديد يخدم المخططات الإسرائيلية التوسعية.