وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة مساء الأحد، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، ومناقشة التطورات الإقليمية، خاصة الوضع في قطاع غزة. تُعد هذه الزيارة الرابعة لماكرون إلى مصر، مما يعكس عمق العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة بين البلدين.​

قمة ثلاثية لبحث الأوضاع في غزة

من المقرر أن يعقد الرئيس ماكرون قمة ثلاثية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لبحث سبل وقف إطلاق النار في غزة، ومناقشة الخطة العربية لإعادة إعمار القطاع. تأتي هذه القمة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، وتأكيدًا على أهمية التعاون المشترك لتحقيق الاستقرار والسلام.​
 

زيارة ميدانية إلى العريش

في إطار اهتمامه بالوضع الإنساني في غزة، يعتزم ماكرون التوجه إلى مدينة العريش، الواقعة على بُعد 50 كيلومترًا من قطاع غزة، للقاء الجهات الإنسانية والأمنية، ومناقشة سبل إيصال المساعدات إلى القطاع. تُبرز هذه الزيارة التزام فرنسا بدعم الجهود الإنسانية، وتقديم المساعدات اللازمة للفلسطينيين المتضررين.​

تعزيز التعاون الاقتصادي وتوقيع اتفاقيات

تحمل الزيارة طابعًا اقتصاديًا بارزًا، حيث يرافق الرئيس ماكرون وفد رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والدفاع والاقتصاد والصحة والنقل والبحث العلمي، بالإضافة إلى عدد من رؤساء كبرى الشركات الفرنسية العاملة في مجالات النقل والاتصالات والدفاع والطيران المدني والطاقة. يُتوقع توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية بين البلدين، تشمل مجالات الصحة والنقل والمياه والطاقة المتجددة، بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية وفتح آفاق جديدة للتعاون المثمر.​

منتدى اقتصادي لتعزيز الشراكة

سيُعقد منتدى اقتصادي بحضور الرئيسين السيسي وماكرون، وبمشاركة نخبة من الفاعلين الاقتصاديين من البلدين، لبحث سبل تعزيز الاستثمارات الفرنسية في مصر. سيناقش المنتدى التعاون في مجالات الطاقة، الرعاية الصحية، الابتكار، الذكاء الاصطناعي، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما سيعقد ممثلو القطاع الخاص الفرنسي لقاءات مع عدد من الوزراء المصريين، لبحث كيفية البناء على هذه الزيارة، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.​

زيارة المتحف المصري الكبير وجامعة القاهرة

يشمل برنامج الزيارة جولة للرئيس ماكرون في المتحف المصري الكبير، الذي تستعد مصر لافتتاحه هذا الصيف، حيث سيطلع على الكنوز الأثرية التي يضمها المتحف، مما يعكس اهتمام فرنسا بالتراث الثقافي المصري. كما سيزور ماكرون جامعة القاهرة، حيث من المتوقع أن يلقي كلمة، ويبحث سبل تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين البلدين.​

دعم مرشح مصر لليونسكو

في سياق تعزيز العلاقات الثقافية، من المتوقع أن تؤكد فرنسا دعمها لمرشح مصر، الدكتور خالد العناني، وزير الآثار والسياحة السابق، لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، مما يعكس التعاون الوثيق بين البلدين في المجالات الثقافية والتعليمية.​

تُبرز هذه الزيارة الدور المحوري الذي تلعبه مصر في المنطقة، وأهمية التعاون المصري الفرنسي في مواجهة التحديات المشتركة. كما تعكس التزام البلدين بتعزيز الشراكة الاستراتيجية، والعمل سويًا لتحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.​