اختتمت مبعوثة واشنطن، مورغان أورتيغاس، زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى لبنان، وسط أجواء سياسية وأمنية متوترة جراء الغارات الإسرائيلية المتكررة على مناطق في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.

وخلال زيارتها، التقت أورتيغاس كبار المسؤولين اللبنانيين، بينهم قائد الجيش جوزيف عون، رئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جانب ممثلين عن أطراف سياسية مختلفة.

واشنطن تصعّد لهجتها: "يجب نزع سلاح حزب الله"

في مقابلة تلفزيونية مع قناة LBCI اللبنانية، أكدت أورتيغاس أن "الولايات المتحدة تطالب بنزع سلاح حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى في لبنان بأسرع وقت ممكن"، واصفة الأمر بأنه شرط أساسي لتحقيق الاستقرار.

وأضافت:

"من الواضح أن إسرائيل لن تقبل بإطلاق الإرهابيين النار عليها من الأراضي اللبنانية، وهذا موقف نتفهمه".

وشددت على أن بلادها تواصل الضغط على الحكومة اللبنانية للوفاء الكامل باتفاق وقف الأعمال القتالية، بما يشمل تفكيك الترسانة العسكرية لحزب الله والمجموعات المسلحة الأخرى.
 

لا جدول زمني... ولكن "الوقت عامل حاسم"

ورغم مطالبتها بسرعة تنفيذ هذه الخطوة، أكدت أورتيغاس أنه "لا يوجد جدول زمني صارم"، مشيرة إلى أن العملية تعتمد على قدرة الجيش اللبناني على القيام بمهمته في نزع السلاح.

وقالت:

"مدى سرعة تحرر الشعب اللبناني مرتبط بمدى سرعة تمكن القوات المسلحة اللبنانية من تحقيق هذه الأهداف".

كما كررت دعم بلادها الكامل للجيش اللبناني، معتبرة أنه الجهة الوحيدة الشرعية التي يجب أن تحتكر القوة والسلاح في البلاد.

اتفاق وقف إطلاق النار قيد الاختبار

وتأتي تصريحات أورتيغاس في ظل تصعيد عسكري مستمر بين حزب الله وإسرائيل، خاصة بعد ضربات جوية إسرائيلية طالت مواقع لحزب الله ومستودعات أسلحة في الضاحية الجنوبية.

كما شهد جنوب لبنان إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، رغم نفي حزب الله مسؤوليته المباشرة عنها، في خطوة تزيد من هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر الماضي.

الاتفاق يدعو الجيش اللبناني إلى تفكيك مواقع الجماعات المسلحة ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، بدءًا من جنوب البلاد. ووفقًا لمصادر أمنية، فقد قام الجيش اللبناني بالفعل بتدمير مئات من مخابئ الأسلحة في تلك المنطقة منذ توقيع الاتفاق.

حزب الله يرد: المقاومة مستمرة

من جانبه، رفض حزب الله مرارًا أي دعوات لنزع سلاحه، مؤكدًا أن "اتفاق الهدنة لا ينطبق على كامل الأراضي اللبنانية بل يقتصر على الجنوب". ويعتبر الحزب أن استمرار الضربات الإسرائيلية والوجود العسكري الإسرائيلي في خمسة مواقع على الحدود اللبنانية يشكل خرقًا للاتفاق وانتهاكًا صارخًا للسيادة.

ويرى الحزب أن السلاح جزء من معادلة الردع ضد إسرائيل، وشرط لحماية لبنان من أي عدوان محتمل، رافضًا أي محاولات دولية أو داخلية لنزع سلاحه خارج إطار "تسوية وطنية شاملة".