نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خطة رباعية لتطوير العتبة.. 473 طاولة للباعة الجائلين بدلاً من الفرشة.. وطلاء واجهات العقارات ورفع كفاءة البنية التحتية - بلس 48, اليوم السبت 15 مارس 2025 01:10 مساءً
بخطة رباعية الأهداف، بدأت الدولة تطوير منطقة العتبة بحي الموسكي، ضمن خطة كبري وضعتها الحكومة منذ سنوات لتطوير القاهرة الخديوية، حيث يتميز الحى بالعديد من المباني ذات الطابع المعماري الفرنسي والبلجيكي المميز التي أنشئت في عهد الخديوي إسماعيل تأثرا بالعمارة الأوروبية، التي كان الخديوي يعشقها ومن أمثلتها إدارة الدفاع المدني ولحريق (المطافئ سابقا) ومبنى هيئة البريد، كما يوجد في حي الموسكي العديد من المباني التاريخية للمحال الكبرى التي كانت مشهورة في مصر بالقرن الماضي مثل محل سمعان صيدناوى ومحل عمر أفندي والبيت المصري وداوود وعدس.
وفقاً لما رصدته "صوت الأمة" فإن تطوير منطقة العتبة تشمل شوارع الجوهري والعسيلي ويوسف نجيب، حيث تتضمن الخطة أرفعة اهداف، وهى رفع كفاءة المنطقة وتحسين أوضاع الباعة الجائلين من خلال إخلاء شوارع الجوهري ويوسف نجيب والعسيلي ونقل الباعة مؤقتًا إلى جراج العتبة، تنفيذ 473 طاولة منظمة للباعة الجائلين بدلاً من الفروشات العشوائية، تطوير الواجهات والحفاظ على الطابع المعمارى المميز للمنطقة، رفع كفاءة البنية التحتية وتطبيق معايير الأمان والحماية المدنية.
التطوير يتم بالتعاون بين وزارة التنمية المحلية ومحافظة القاهرة وجهاز تعمير القاهرة الكبرى وبرنامج الهابيتات لضمان بيئة منظمة وآمنة تناسب الجميع، على ان تقوم الورش الإنتاجية التابعة للهيئة العامة لنظافة وتجميل وإنارة القاهرة بإنشاء 473 طاولة للباعة الجائلين، بدلا من الفرشة التى كان يستخدمها الباعة في عرض منتجاتهم مع مراعاة مصلحة أصحاب المحال والباعة.
وعلى مر العقود، أصبح الحي مقصدًا للعديد من الباعة الجائلين، مما أدى إلى ازدحام الشوارع وعرقلة حركة المارة والمركبات، بالإضافة إلى التأثير السلبي على المظهر الحضاري للمنطقة التاريخية التي شكلت تاريخ مصر منذ القرن الثامن عشر الميلادي حينما كان يجتمع الثوار في مقهي "ماتاتيا "خلف دار الأوبرا القديم ليمهدوا للثورة العرابيه حيث كان يلتقي فيه صفوة شباب مصر حول الثائر جمال الدين الأفغاني.
وتنفيذا لتطوير أحياء القاهرة التاريخية أعلنت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية ، عن بدء أعمال تنفيذ المرحلة الأولى من تطوير سوق العتبة، والتي تتضمن إخلاء شوارع الجوهري ويوسف نجيب والعسيلي ونقل الباعة الجائلين بهما إلى جراج العتبة بصورة مؤقتة لحين الإنهاء من أعمال التطوير ، التي ستتم وفقاً للنموذج الذي تم اعتماده وعرضه على ممثلي الباعة الجائلين وأصحاب المحلات التجارية في الاجتماعات التي استضافتها وزارة التنمية المحلية خلال الشهور الماضية بحضور الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة وممثلي برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الهابيتات" واستشاري البرنامج، مشيرة إلى أن أعمال التطوير تضمنت رفع كفاءة المباني الموجودة في نطاق المرحلة الأولى من التطوير وطلاء واجهات عدد من العقارات التي تتميز بطراز معماري بالتنسيق مع جهاز التنسيق الحضاري وبما يتناسب مع طبيعتها لتناسب الشكل الحضاري والجمالي للمنطقة والهوية البصرية للمناطق التجارية.
وأضافت منال عوض أنه سيتم خلال أعمال التطوير مراعاة كافة متطلبات ومعايير السلامة والأمان للحفاظ علي الأرواح والممتلكات وعمل منظومة للحماية المدنية والإطفاء بالإضافة لرفع كفاءة البنية التحتية لمياه الشرب والصرف الصحي، وعمل ممرات يسهل فيها السير والحركة للمواطنين المترددين على المنطقة بما يساهم في الحفاظ علي أمن وسلامة المواطنين ، والباعة ، وأصحاب المحلات التجارية الموجودين في المنطقة.
وقال الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، إنه سيتم إعادة الباعة بعد انتهاء أعمال التطوير التي تتم وفقًا للنموذج الذي اعتمدته الدكتورة منال عّوض وزيرة التنمية المحلية، في إطار حرص الحكومة على توفير بيئة آمنة للمواطنين المترددين على تلك المنطقة، وكذا الباعة وأصحاب المحلات الموجودة في تلك الشوارع.
ومن المتوقع أن يكون لخطة تطوير حي الموسكي تأثيرات إيجابية متعددة على المجتمع المحلي، من بينها تحسين جودة الحياة من خلال توفير بيئة منظمة وآمنة، ستتحسن جودة الحياة للسكان والزوار على حد سواء، وزيادة الفرص الاقتصادية، وتحسين البيئة التجارية، وزيادة فرص العمل والتجارة، مما يعزز من الاقتصاد المحلي، بالإضافة الي انتعاش السياحة بفضل المظهر الحضاري والجمالي الجديد، قد يجذب الحي المزيد من السياح والزوار، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي.
وتباينت ردود فعل المواطنين والتجار تجاه خطة التطوير، ففي حين أبدى البعض ترحيبهم بالخطة لما ستوفره من تنظيم وتحسين للبيئة التجارية، أعرب آخرون عن قلقهم من تأثيرات الإخلاء المؤقت على أعمالهم ومصدر رزقهم، ومع ذلك، تسعى الجهات المعنية إلى طمأنة الجميع بأن هذه الخطوات تهدف إلى تحقيق مصلحة عامة وستعود بالنفع على الجميع على المدى الطويل.
وأطلق اسم الموسكى على هذا الحي العريق نسبة إلى الأمير عز الدين مؤسك قريب السلطان صلاح الدين الأيوبي وهو الذي أنشأ القنطرة المعروفة بقنطرة الموسكى ويوجد شارع باسم الأمير مؤسك متفرع من شارع عبد العزيز تخليدا لمؤسس هذا الحي العريق، وعندما جاءت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 قام جنود الحملة بهدم بيوت الأمراء والهاربين خارج القاهرة فهدموا منطقة قنطرة الموسكي وأنشئوا طريقاً من القنطرة إلى ميدان جامع أزبك وهذا الطريق هو شارع الموسكي حالياً، ثم جاء محمد علي والذي أمر بتوسيع أزقة وشوارع منطقة الموسكي وتسوية وتمهيد هذه الطرقات والشوارع، ثم أمر بتسمية شوارع القاهرة وترقيمها.
ونظراً لكثرة النشاط التجاري وقدوم الأجانب وازدحام الموسكي بدأ محمد علي في إنشاء شارع السكة الجديدة وهو شارع الأزهر الآن، ثم أكمله بعد ذلك الخديوي إسماعيل حتى وصل شارع السكة الجديدة إلى جهة الغريب مكان جامعة الأزهر حالياً، وفي يوم السابع عشر من نوفمبر عام 1869 كان بداية الاحتفالات بافتتاح قناة السويس وقد دعا الخديوي إسماعيل ملوك وأمراء الدول المختلفة، كما دعا رؤساء الشركات الكبرى وكبار الكتاب لافتتاح قناة السويس، وقبل الافتتاح دعاهم لزيارة معالم القاهرة وقضاء 5 أيام في القاهرة وكان برنامج اليوم الأول لهذه الرحلة هو زيارة حي الموسكي من خلال شارع السكة الجديدة.
0 تعليق