بعد الحصول على بذورها بطرق ملتوية.. شجرة الأرݣان المغربية تثير اهتمام مصنعي النبيذ الفرنسيين - بلس 48

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد الحصول على بذورها بطرق ملتوية.. شجرة الأرݣان المغربية تثير اهتمام مصنعي النبيذ الفرنسيين - بلس 48, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 05:10 مساءً

في الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات بيئية متزايدة، تبرز شجرة الأرݣان المغربية كرمز للصمود والتكيف مع التغيرات المناخية، حيث أصبحت هذه الشجرة الفريدة، التي تنمو بشكل طبيعي في المناطق القاحلة والجافة بالمغرب، محط اهتمام غير متوقع من طرف مصنعي النبيذ الفرنسيين، الذين وجدوا أنفسهم أمام أزمة تهدد نشاطهم التجاري بسبب الجفاف المتفاقم.

واضطر مجموعة من صانعي النبيذ في جنوب فرنسا، وبالتحديد في سفوح جبال البيرينيه، إلى إعادة النظر في مستقبل نشاطهم، بعد أن أصبحت المياه شحيحة والتربة أقل خصوبة، حيث دفعتهم التغيرات المناخية المستمرة إلى البحث عن حلول جديدة، بعيدا عن زراعة الكروم التي لم تعد تدر العائدات نفسها كما في السابق، ليتجهوا بأنظارهم في خطوة غير مفاجئة نحو المغرب، وبالضبط إلى شجرة الأرݣان التي تمكنت من الصمود لقرون في ظروف مناخية شديدة القسوة.

وأكد فنسنت كونيس، أحد هؤلاء المنتجين في تصريحات لصحيفة "L’Independant" أن الأمر لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد دراسات وتجارب عدة، مضيفا: "كل واحد منا حاول تجربة محاصيل مختلفة، لكننا أدركنا أن التعاون والبحث الجماعي سيكون أكثر فاعلية، كنا نعلم أن الجفاف سيزداد سوءا، وكان لا بد من اتخاذ قرار جريء"، ومن هنا بدأت التجارب على زراعة محاصيل جديدة مثل الرمان والتين الشوكي والفستق وأشجار الشاي، لكن أحد الاقتراحات كان أكثر إثارة للاهتمام وهو زراعة شجرة الأرݣان المغربية.

وطرح توفينوس، أحد أفراد المجموعة، فكرة استلهام التجربة المغربية، مستندا إلى قدرة الأرݣان على النمو في بيئة جافة وقاسية، وهو ما يتماشى تماما مع الظروف المناخية في جنوب فرنسا، غير أن التحدي الأكبر كان في الحصول على بذور هذه الشجرة، التي تعد جزءا من التراث الطبيعي المغربي وتحظى بحماية صارمة، حيث لم يكن المغرب الذي يدرك تماما الأهمية الاقتصادية والبيئية لشجرة الأرݣان، ليسمح بتصدير بذورها بسهولة، وهو ما أكده توفينوس الذي شدد على أن الحصول على البذور كان "مهمة شبه مستحيلة"، لكنه تمكن في النهاية من العثور على بعضها في إسبانيا، دون أن يكشف عن مصدرها بالتحديد.

وبدأت في أكتوبر الماضي، أولى التجارب في بلدة بايكس، حيث زرعت أولى أشجار الأرݣان تحت إشراف مجموعة من المزارعين الفرنسيين الذين يأملون في أن تكون هذه الخطوة نقطة تحول نحو زراعة مستدامة تتكيف مع الواقع المناخي الجديد، وذلك بالنظر إلى أن الأرݣان لا يحتاج سوى 120 ملم من الأمطار سنويا للبقاء على قيد الحياة، وما بين 200 و240 ملم لينتج ثماره، وهو ما قد يمثل تحديا في البيئة الجديدة التي سيزرع فيها.

لكن ورغم هذه الجهود، لا تزال هناك تساؤلات كثيرة حول ما إذا كانت التجربة ستنجح أم لا، حيث يقول كونيس: "ليس لدينا أي ضمانات، علينا الانتظار لسنوات لمعرفة النتائج، لكن إذا نجح الأمر، فقد يكون نقطة تحول في الزراعة المحلية"، وهذا الرهان ليس فقط على الأرݣان، بل يمتد ليشمل محاصيل أخرى مثل الجوجوبا والمكاديميا، في محاولة لإيجاد بدائل اقتصادية أكثر استدامة.

وتظل شجرة الأرݣان التي تلعب زراعتها دورا محوريا في الاقتصاد المحلي المغربي، أكثر من مجرد مورد طبيعي؛ فهي جزء من الثقافة والتراث، وتوفر فرص عمل لآلاف النساء في التعاونيات التي تعنى باستخلاص زيت الأرݣان، المشهور بفوائده التجميلية والطبية، حيث وبينما يسعى الفرنسيون إلى استلهام التجربة المغربية، فإن نجاح مشروعهم قد يفتح الباب أمام تعاون جديد بين البلدين في مجال الزراعة المستدامة، لكنه في الوقت نفسه يطرح تساؤلات حول مستقبل هذه الشجرة، التي أثبتت أنها ليست مجرد شجرة، بل كنز طبيعي ثمين تتجاوز قيمته حدود المغرب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق