وجهت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الخميس، اتهامات مباشرة لإيران بالتورط في أعمال العنف التي شهدتها منطقة الساحل السوري، داعية الإدارة السورية الجديدة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لضبط المتطرفين ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.

ونقلت وكالة سانا الرسمية عن بيربوك قولها خلال مؤتمر صحفي عقدته في دمشق عقب لقائها الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إن إيران أحد الأطراف الأساسية التي تنتهك السيادة السورية، ولها دور مباشر في التصعيد الأخير في الساحل.

إعادة فتح السفارة الألمانية في دمشق وتأثيرها على العلاقات الدبلوماسية

تزامنت تصريحات الوزيرة الألمانية مع إعادة افتتاح السفارة الألمانية في دمشق، في خطوة تعكس تحركًا دوليًا جديدًا تجاه الإدارة السورية الانتقالية بعد الإطاحة بنظام الأسد.

وقالت بيربوك خلال المؤتمر الصحفي:

"من الضروري ضبط الجماعات المتطرفة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم، هذه مسؤولية القيادة الجديدة في دمشق."

وأكدت أن الشرع وحكومته الانتقالية ملزمون الآن بتحويل الأقوال إلى أفعال، مشددة على ضرورة عدم السماح بأي محاولات تصعيد جديدة قد تعرقل عملية الاستقرار السياسي.
 

أحداث الساحل.. تصاعد العنف وسقوط مئات القتلى

تأتي تصريحات بيربوك بعد أيام من تقرير صادم نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف فيه أن 1383 مدنيًا قتلوا منذ 6 مارس في منطقة الساحل غربي سوريا، معظمهم من الطائفة العلوية، نتيجة أعمال العنف التي شهدتها المنطقة.

ووفقًا للمرصد، فإن أعمال العنف المتزايدة في الساحل السوري تمثل واحدة من أسوأ المجازر التي شهدتها البلاد منذ بدء الصراع، وسط تقارير تشير إلى تورط جماعات مسلحة مدعومة من إيران في الأحداث.

الشرع يتعهد بمحاسبة المسؤولين عن المجازر

من جانبه، أدان الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع عمليات القتل الجماعي التي استهدفت أفرادًا من الطائفة العلوية، مؤكدًا أن هذه الجرائم تشكل تهديدًا مباشرًا لمهمته في توحيد البلاد.

وقال الشرع في تصريحات رسمية:

"أي جهة متورطة في هذه الأعمال ستتم محاسبتها، سواء كانت من حلفائنا أو من خصومنا، لا أحد فوق القانون."

ووفقًا لمصادر سياسية، فإن الإدارة الجديدة تواجه تحديات ضخمة في فرض سيطرتها على المناطق التي لا تزال تشهد أعمال عنف، خاصة في ظل الانقسامات العميقة بين الفصائل المسلحة التي كانت تقاتل ضد النظام السابق.

دور إيران في سوريا.. تصاعد الضغوط الدولية

تصريحات بيربوك ضد إيران تعكس تزايد الضغوط الأوروبية والدولية على النفوذ الإيراني في سوريا، خاصة مع استمرار التقارير حول دور طهران في تمويل وتسليح الجماعات المسلحة في الساحل السوري.

وتتهم برلين وشركاؤها الأوروبيون إيران بمحاولة استغلال الفوضى الأمنية لترسيخ وجودها العسكري والسياسي في سوريا، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لمحاولات تحقيق استقرار دائم في البلاد.

وأكدت بيربوك خلال المؤتمر الصحفي أن ألمانيا ستواصل الضغط على إيران لوقف تدخلها في الشؤون السورية، محذرة من أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى مزيد من الانهيار في الوضع الأمني.