كشف علماء بريطانيون أن انفجارات نجمية هائلة (المستعرات العظمى) قد تكون مسؤولة عن اثنين من أكبر الانقراضات الجماعية التي شهدها كوكب الأرض قبل ظهور الديناصورات، مما يضيف قوة كونية جديدة إلى قائمة التهديدات الكبرى للحياة على كوكبنا.

انفجارات نجمية بدلًا من الكويكبات؟

لطالما ارتبطت أكبر خمسة انقراضات جماعية في تاريخ الأرض بعوامل جيولوجية أو كونية، أبرزها اصطدام كويكب عملاق قبل 66 مليون سنة الذي تسبب في انقراض الديناصورات. لكن فريقًا من جامعة كيل البريطانية يزعم أن اثنين من هذه الانقراضات، اللذين حدثا قبل 445 مليون سنة و372 مليون سنة، ربما كانا نتيجة انفجارات نجمية قوية بالقرب من النظام الشمسي.

كيف يمكن للمستعر الأعظم أن يؤدي إلى انقراض جماعي؟

المستعر الأعظم هو انفجار نجم ضخم بعد نفاد وقوده، حيث يطلق موجات صادمة من الإشعاع يمكن أن تؤثر على الأنظمة الكوكبية القريبة. ووفقًا للدراسة، فإن انفجارًا كهذا في مجرة درب التبانة ربما أدى إلى:

تدمير طبقة الأوزون، مما سمح للأشعة فوق البنفسجية الضارة باختراق الغلاف الجوي.

حدوث أمطار حمضية أثرت سلبًا على البيئة البحرية والبرية.

انخفاض درجات الحرارة العالمية، ما أدى إلى تغيرات مناخية كارثية.

تحليل بيانات النجوم والانقراضات الجماعية

نُشرت الدراسة في مجلة Monthly Notices of the Royal Astronomical Society، حيث قام الباحثون بـ إحصاء النجوم الضخمة ضمن مسافة 3260 سنة ضوئية من الشمس، واحتسبوا معدل المستعرات العظمى في تلك المنطقة. ووجدوا أن هذه الانفجارات تتزامن زمنيًا مع أحداث الانقراض الجماعي، مما يدعم فرضيتهم.

أحداث الانقراض الكبرى وتأثيرها

وفقًا للعلماء، تشمل قائمة أكبر خمسة انقراضات جماعية في تاريخ الأرض:

انقراض نهاية العصر الأوردوفيشي (قبل 445 مليون سنة) - أدى إلى اختفاء 85% من الكائنات البحرية.

الانقراض الديفوني المتأخر (قبل 372 مليون سنة) - تسبب في تراجع الشعاب المرجانية وانقراض العديد من الكائنات البحرية.

انقراض العصر البرمي-الترياسي (قبل 252 مليون سنة) - يُعرف بـ "الموت العظيم"، حيث انقرض 81% من الأنواع البحرية و70% من الفقاريات البرية.

الانقراض الترياسي-الجوراسي (قبل 201 مليون سنة) - أزال ما يقرب من 75% من الأنواع، مما سمح للديناصورات بالهيمنة على الأرض لاحقًا.

اكتشاف قد يغيّر فهمنا لانقراضات الأرض

إذا صحت هذه الفرضية، فإن ذلك قد يغيّر النظرة التقليدية لانقراضات الأرض، حيث لم تكن الكويكبات وحدها السبب في الكوارث البيئية، بل قد تكون قوى كونية أخرى، مثل انفجارات النجوم، قد لعبت دورًا رئيسيًا في تشكيل مسار الحياة على الكوكب.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك