نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رمضان
والبرد
والشتا..
غضب
واسع
تضامنا
مع
متضرري
زلزال
الحوز
يقابله
صمت
حكومي
يفاقم
حدة
المعاناة - بلس 48, اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025 05:00 مساءً
تزامنا مع أمطار الخير التي جاد بها الله علينا بعد سنوات عجاف، وفي الوقت الذي تحمي فئات عريضة من المواطنين من برود الطقس داخل بيوت توفر كل شروط الكرامة، تظل فئة أخرى من المغاربة "المنسيين"، تكابد في صمت، أوضاعا معيشية وإنسانية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها "مزرية" للغاية.
من نتحدث عنهم اليوم هم "إخواننا" في الحوز، والذين على الرغم من مضي سنة ونصف من الزمن على الزلزال المدمر الذي ضرب الإقليم، لا تزال أوضاعهم ومعاناتهم هي هي، دون أن يتغير شيئ من واقعهم المرير، الذي ازداد قسوة مع انخفاض درجات الحرارة والتساقطات المطرية الأخيرة التي عمت ربوع المملكة.
في ذات السياق، تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، مقاطع فيديو صادمة، توثق لحجم المعاناة الكبيرة التي يتكبدها المتضررين من زلزال الحوز داخل خيام بلاستيكية. أطفال صغار يئنون من قساوة البرد، ونساء تصرخ طمعا في تدخل حكومي ينتشلهم من هذه الأوضاع اللاإنسانية، وعجزة، نظرات أعينهم تحكي كل شيء.. كلها مشاهد مؤلمة حركت غضبا واسعا بين المغاربة، وسط استنكار شديد لغياب أي رد فعل من قبل الحكومة.
ومما زاد من حدة الغضب، أن هذه المعاناة لم تنتهِ رغم مرور أكثر من عام على الزلزال. فرغم الوعود التي أُطلقت بخصوص تقديم الدعم العاجل، إلا سكان المنطقة لا يزالون يعيشون في ظروف لا إنسانية داخل خيام بلاستيكية لا توفر أي نوع من الحماية أو الراحة للمتضررين، سيما في ظل البرد الشديد في الموسم الماطر الذي يميز المنطقة خلال هذه الفترة من السنة.
في سياق متصل، توجه العديد من الانتقادات إلى وكالة تنمية الأقاليم المتضررة من الزلزال، التي كانت مهمتها تنسيق جهود الإغاثة وإعادة البناء. ورغم الأموال التي تم رصدها لهذه العملية، والمقدرة بـ 120 مليار درهم، الأمر الذي تطرح معه أكثر من علامة استفهام عريضة أسباب هذا التأخر الحاصل في إعادة إعمار المناطق المتضررة بعد مضي أزيد من سنة ونصف على زلزال الحوز.
الباحث في الاقتصاد، الدكتور "خالد أشيبان"، كان في طليعة المعبرين عن غضبهم الشديد إزاء هذا الوضع المقلق، حيث نشر بالمناسبة تدوينة عبر حسابه الفيسبوكي، جاء فيها: "لا حول ولا قوة إلا بالله، الناس باقيين مليوحين في الخيام في الحوز فهاد الشتا والثلج والبرد، والمسؤولين واخدين راحتهم فهاد الملف على الآخر".
وتابع قائلا: "بغيت فقط نعرف اش دارت وكالة تنمية هاد الأقاليم منذ تعيين مديرها في مجلس وزاري؟ فين تصرفات الميزانية المخصصة لها؟ اش دارت لتبسيط المساطر؟ اش دارت لهاد الناس فهاد الأجواء القاسية؟"، قبل أن يشدد على أن: "هادو راهم مواطنين بحالنا، عندهم نفس الحقوق وعندهم نفس البطاقة الوطنية لي عندنا، واش معقول أنهم يبقاو مليوحين فالزنقة والمسؤولين سخان فالإقامات الفخمة يتمتعون بالامتيازات من أموال ضرائبهم؟! واش معقول أنه من بعد عام ونص على الزلزال يكونو ناس باقيين فالزنقة؟".
كما أشار "أشيبان" أيضا إلى أنه: "تخلقات وكالة خصيصا لهذا الغرض، وتم تخصيص ميزانية 120 مليار درهم (12000 مليار سنتيم) مقسومة على خمس سنوات، يعني أكثر من 2000 مليار سنتيم سنويا، والناس باقيين فالزنقة أعباد الله!"، قبل أن يستطرد حديثه قائلا: "حرام فهاد الشهر الفضيل نكونو جالسين فديورنا سخانين وحاطين ما لذ وطاب على مائدة الإفطار كل نهار وكنقلبو على المسلسلات وكنصليو التراويح في مساجد منقوشة ومزخرفة مفروشة بالزرابي وخوتنا في الحوز قاتلهم البرد و ناعسين في الغيس.. حرااااام!"، وفق تعبيره.
ويتزايد الغضب بين المواطنين على مختلف الأصعدة، فالأصوات المطالبة بالتحقيق في أسباب التأخير وتوجيه المسؤولية إلى الجهات المختصة أصبحت أكثر قوة. وسط شبه إجماع أن الحكومة فشلت في تدبير هذا الملف، بدليل تفاقم الأوضاع التي أضحت مع مرور الأيام والشهور أكثر قسوة من الأول.
وبينما يحاول بعض المسؤولين تبديد هذه الانتقادات من خلال تصريحات حول تقدم عملية الإعمار، تبقى الصورة الحقيقية على الأرض بعيدة عن الواقع المعلن. حيث لا تزال العديد من الأسر في الحوز تعيش في ظروف بدائية تفتقر إلى أبسط متطلبات الحياة الكريمة.