أجنحة ليزا نيلسون.. الفن الذي صرخ فأيقظ العالم - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أجنحة ليزا نيلسون.. الفن الذي صرخ فأيقظ العالم - بلس 48, اليوم السبت 12 يوليو 2025 02:56 مساءً

الخيانة لا تُقال بالعربية ولا بالدنماركية.. إنها تُحسّ، فالقلب يترجمها قبل الكلمات. لم تكن صاخبة أو مرتفعة الصوت، لكنها اخترقت قلب الفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون قبل أن تدرك معناها.

 

 كانت بعيدة عن كل شيء حين أخبرها صديق مقرب أن لوحاتها ظهرت في البرنامج العربي الشهير "معكم منى الشاذلي" على قناة  ON E " وأن هناك كلمات أُطلقت وكأن هذه الأعمال تنتمي إلى غيرها. لم تكن ليزا تعرف العربية، لكن نبرة صديقها والصور التي أرسلها إليها كانتا كافيتين لتشعر أن جزءًا من روحها قد سُرق.

 

ليزا، التي قضت سنوات تكافح الخوف والمرض، وتصنع لنفسها أجنحة من الألوان لتطير بعيدًا عن الألم، شعرت أن العالم انتزع منها جناحيها وألقاها في الفراغ. حاولت التواصل مع القناة، كتبت رسائل وانتظرت ردًا، لكن الصمت كان أقسى من أي كلمات. وعندما لم تجد بابًا مفتوحًا، فعلت ما يفعله الفنانون حين تُسرق أصواتهم: صرخت. نشرت الفيديو على صفحتها وكتبت: “لا أفهم العربية.. لكن هذه أعمالي. هل يمكن لأحد أن يخبرني ماذا يُقال؟”

 

تكفل الجمهور بالباقي. ترجموا، ناقشوا، وعلّقوا حتى انكشفت القصة سريعًا. خرجت الإعلامية مها الصغير باعتذار صريح قالت فيه:

"لقد أخطأت.. أخطأت في حق الفنانة الدنماركية ليزا، وفي حق جميع الفنانين، وفي حق المنبر الذي تحدثت من خلاله. مروري بأصعب ظروف حياتي لا يبرر ما حدث.. أنا آسفة وأشعر بالندم."

 

لكن هل يكفي الاعتذار لإعادة الروح إلى لوحة شعرت بالخيانة؟ وهل يمكن لدمعة على الشاشة أن تغسل جرحًا في قلب فنانة عبرت نصف العالم بألوانها؟

 

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ استدعى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الممثل القانوني لقناة ON E للتحقيق في عرض أعمال فنية دون التأكد من حقوق الملكية الفكرية. ومع ذلك، حدث ما يشبه المعجزة. قالت ليزا في أحد لقاءاتها:

"لوحتي لم يكن يعرفها أحد.. أما الآن فقد أصبحت من أشهر اللوحات. تأتيني طلبات شراء ودعوات من دول عربية، وتمت استضافتي في قنوات وصحف لأول مرة بهذا الشكل."

 

ربما لم تكن تعرف العربية، لكن قلبها فهم كل شيء. ربما بكت أمام الشاشة، لكنها بكت هذه المرة بدموع الانتصار. الفن الحقيقي لا يموت، ولا يُسرق، ولا يُشترى.. إنه يصرخ حتى يوقظ العالم.

 

ولعل الدرس الأعمق كان موجَّهًا إلى كل من يجلس أمام الكاميرا. فالإعلام ليس مجرد كلمات عابرة وأضواء زائلة، بل مسؤولية ثقيلة تجاه الحقيقة، والناس، والفن. الإعلامي الذي لا يتحقق مما يعرضه قد يظلم فنانًا أو يهدر جهد عمر كامل دون أن يشعر. الكلمة على الشاشة قد ترفع إنسانًا إلى السماء، وقد تهوي به إلى قاع الخيانة. ولهذا، فإن مهنة الإعلام لا تحتاج فقط إلى لسان فصيح ووجه مريح، بل إلى قلب يقظ يعرف أن الإبداع أمانة، وأن كل لوحة تُعرض، وكل قصة تُروى، تحمل خلفها روحًا لا تُقدّر بثمن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق