في مشهد أثار الجدل من جديد، ردّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بغضب على سؤال مراسلة خلال زيارته لمناطق منكوبة بولاية تكساس، معتبراً أن التساؤل بشأن تأخر التحذيرات من الفيضانات سؤال شرير، رافضاً أي اتهام بالتقصير.
الزيارة، التي تأتي بعد أسبوع من كارثة طبيعية مدمّرة، شهدت مواقف متوترة، وسط تزايد الانتقادات بشأن أداء السلطات المحلية، رغم إشادة ترامب بما وصفه بـ"العمل البطولي" في مواجهة الأزمة.

سؤال شرير.. ترامب يوبّخ مراسلة على الهواء

خلال مؤتمر صحافي عُقد في كيرفيل بولاية تكساس، حيث وقعت الفيضانات المدمرة، توجهت إحدى الصحافيات إلى الرئيس ترامب بسؤال حول ما إذا كانت الحكومة قد تأخرت في إصدار التحذيرات المبكرة، وهو ما ساهم في ارتفاع عدد الضحايا.
لكن الرئيس ترامب رد بانفعال قائلاً: "فقط الشخص الشرير يطرح سؤالاً كهذا!"، مضيفاً أن الجميع "قاموا بعمل بطولي"، في إشارة إلى فرق الإنقاذ والمسؤولين المحليين.

فيضانات قاتلة وضحايا بالعشرات

وتأتي هذه الزيارة بعد أسبوع على الفيضانات المفاجئة التي ضربت وسط تكساس، وخصوصاً منطقة "هيل كانتري"، وتسببت في مقتل 121 شخصاً على الأقل، من بينهم عشرات الأطفال الذين كانوا في مخيم صيفي.
وبحسب السلطات، ارتفع منسوب نهر غوادالوبي بمقدار 26 قدماً في أقل من ساعة، ما أدى إلى جرف المنازل والسيارات، فيما لا يزال أكثر من 170 شخصاً في عداد المفقودين حتى الآن.

إشادة بالحاكم الجمهوري وتجاهل لـ FEMA

وفي مفارقة واضحة عن مواقفه السابقة التي كثيراً ما هاجم فيها مسؤولين محليين خلال كوارث طبيعية، حرص ترامب هذه المرة على مدح حاكم تكساس الجمهوري جريج أبوت، واصفاً إياه بـ"الرجل المدهش".
كما امتنع عن توجيه أي نقد إلى وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية (FEMA)، التي سبق وهدد بتقليص صلاحياتها، مكتفياً بالإشادة بأدائها الحالي في الاستجابة للكارثة.

الحكومة تدافع عن استراتيجيتها.. والمواطنون يسألون

من جانبها، دافعت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نوم عن نهج الإدارة في التعامل مع الكارثة، مؤكدة أن الحكومة الفيدرالية تُمكّن الولايات والمسؤولين المحليين من اتخاذ القرارات المناسبة لأنهم "الأقرب إلى مجتمعاتهم".
لكن مواطنين ونشطاء محليين وجهوا انتقادات واسعة لتأخر التحذيرات والإخلاء رغم التقارير التي أشارت إلى توفر إنذارات مبكرة عن احتمال ارتفاع منسوب المياه بشكل خطير.

مطالب بتحقيقات.. وكارثة إنسانية تلوح في الأفق

مع تزايد أعداد الضحايا والمفقودين، تتصاعد المطالب بفتح تحقيقات عاجلة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء التأخر في إطلاق التحذيرات.

كما بدأت جمعيات إنسانية في التحذير من أزمة إنسانية في المنطقة المتضررة، خصوصاً مع نقص الإمدادات ودمار البنية التحتية.

بينما يسعى ترامب لتأكيد حضوره السياسي في أوقات الأزمات، تفتح كوارث مثل فيضانات تكساس نقاشاً حساساً حول فعالية استجابة الدولة للحوادث الكبرى، وتثير أسئلة لا يمكن وصفها فقط بـ"الشريرة"، بل بالملحّة، في وجه أرواح فُقدت وأسَر لم تجد إجابة حتى الآن.