قد يستيقظ البعض فجأة أثناء الليل وهم يشعرون بجوع شديد، وهي حالة قد تبدو بسيطة، لكنها في بعض الأحيان تُشير إلى اختلالات في النظام الغذائي أو حتى اضطرابات صحية تستدعي الانتباه. ويوضح خبراء التغذية أن الشعور بالجوع الليلي قد ينتج عن عدم تناول كمية كافية من الطعام خلال النهار، أو تغيّر في نمط الحياة مثل زيادة النشاط البدني، أو اضطرابات النوم.

يلعب الإيقاع اليومي للجسم، وهو الساعة البيولوجية الداخلية، دوراً كبيراً في تنظيم الشعور بالجوع. فوفق دراسات سابقة، يكون الإحساس بالجوع في أعلى مستوياته عادة في المساء، وأدنى مستوياته في الصباح. ومع ذلك، يمكن أن تظهر أعراض الجوع في الليل إذا كانت السعرات الحرارية المتناولة خلال اليوم أقل من حاجة الجسم، خاصة عند الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أو غيّروا نمط تمارينهم مؤخراً.

في حالات أخرى، يرتبط الاستيقاظ الليلي بالجوع باضطرابات النوم، حيث تؤدي قلة النوم إلى خلل في هرمونات الشهية، مما يعزز الرغبة في الأكل ليلاً. لكن إذا كان الشخص يتناول غذاءً كافياً، وينام بشكل جيد، ولا يزال يشعر بالجوع الليلي باستمرار، فقد يكون ذلك دليلاً على متلازمة الأكل الليلي، وهي حالة نفسية تتطلب تدخلاً علاجياً.

وتشمل خيارات العلاج لمتلازمة الأكل الليلي:

العلاج السلوكي المعرفي لتحسين العلاقة مع الطعام.

أدوية مضادة للاكتئاب مثل سيرترالين.

تمارين الاسترخاء والرياضة المنتظمة.

العلاج بالضوء الساطع لتنظيم الساعة البيولوجية.

في كل الحالات، من الضروري التقييم الفردي لكل حالة لمعرفة السبب الحقيقي وراء الجوع الليلي، خاصة إذا تكررت الحالة بشكل يؤثر على جودة النوم والصحة العامة.