تقدمت جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان، اليوم الخميس 10 أبريل، بشكاية رسمية إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتطوان، عبر محاميها محمد أشكور، ضد شخصين ينحدران من مدينة طنجة، ويتعلق الأمر بـ"هشام ف" الملقب بـ"لويو" ورفيقه، بسبب تورطهما في نشر مقطع فيديو "خادش للحياء" ويحمل عبارات سب وقذف وتهديد صريح في حق ساكنة مدينة تطوان.

وحسب مضمون الشكاية، فإن المشتكى بهما تعمدا من خلال الفيديو المذكور توجيه كلام ناب ومهين ضد التطوانيين، حددوا فيه صفة الأشخاص المستهدفين وانتماءهم الجغرافي، مما اعتبر مسا واضحا بكرامة سكان المدينة وإساءة إلى عمومهم رجالا ونساء، حيث يظهر في الفيديو الذي تم توثيقه بالصوت والصورة، المشتكى به الأول وهو يهدد ويشتم علانية، مؤكدا دون تردد أنه لا يخشى لا القانون ولا الدولة، في تحد سافر لكل الضوابط القانونية والأخلاقية والاجتماعية.

ولم يقتصر المقطع على الإهانة فقط، بل تضمن إيحاءات تمس بالشرف والحياة الخاصة والعامة للتطوانيين، حيث زعم فيه المشتكى به أنه أقام علاقات غير شرعية مع ساكنة المدينة، مستخدما تعبيرات صادمة تتنافى مع القيم المغربية، وتدخل في باب التحريض العلني على الكراهية والتمييز بين المواطنين، وتشكل تهديدا للسلم الاجتماعي وترويعا لأمن الأفراد.

وأكد أشكور في شكايته أن الأفعال المرتكبة تتوافر فيها الأركان التكوينية لجرائم السب والقذف والتهديد والتشهير بموجب الفصول 442 و443 و444 و429 من القانون الجنائي المغربي، بالإضافة إلى الفصل 447-2 المتعلق بالمس بالحياة الخاصة والتشهير، كما اعتبر المحامي أن خطورة هذه الأفعال تتضاعف نظرا لنشرها عبر موقع "فيسبوك"، ما جعلها تصل إلى عدد كبير من المتابعين، وهو ما يشكل ضررا معنويا جماعيا.

ولإثبات الواقعة، أدلى الممثل القانوني للجمعية، الحسن أقبايو، بقرص مدمج يحتوي على المقطع المصور، وتم تكليف مفوض قضائي بمعاينته وتحرير محضر رسمي لما تضمنه من إساءة، حيث أكد هذا الأخير أن الفيديو مدته 26 ثانية، ويظهر فيه المشتكى به الأول يكرر عبارات السب والتهديد بلهجة لا تخلو من العنف اللفظي والتحقير الجماعي.

والتمس دفاع الجمعية من النيابة العامة إعطاء تعليماتها للضابطة القضائية قصد فتح تحقيق تمهيدي في النازلة، ومتابعة المعنيين بالأمر أمام القضاء، مع حفظ حق الجمعية في الانتصاب كطرف مدني، في خطوة تروم ليس فقط تحقيق العدالة، بل رد الاعتبار لساكنة مدينة تطوان ووقف كل أشكال التحريض والتطاول على كرامة المواطنين عبر الفضاءات الرقمية.

يذكر أنه وعقب انتشار الفيديو وتداول مضمونه على نطاق واسع، أقدم المشتكى به الرئيسي الملقب بـ"لويو"، على سحب المقطع من صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وذلك مباشرة بعد أن قوبل بموجة تنديد واسعة من طرف نشطاء مواقع التواصل، الذين عبروا عن استيائهم الشديد من المستوى المنحط للتعبير المستعمل، واعتبروا ما جاء في الفيديو مسا خطيرا بقيم التعايش والاحترام المتبادل بين المغاربة، ودعوا إلى تحرك قضائي صارم لوضع حد لمثل هذه السلوكيات المستفزة والمسيئة.