تسلل "الوشق" من الأراضي المصرية إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية، وهاجم جنود الاحتلال بضراوة، وأصاب عددا منهم بجروح متفاوتة.. فكيف فعلها وهو مجرد حيوان غير عاقل، لا يدري من أمره شيئا، أم أنه جندي من جنود الله يؤدي مهمته المكلف بها؟

بين يوم وليلة بات الوشق المصري الحيوان المفضل لدى الملايين على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن تمكن مهاجمة كتيبة إسرائيلية بمفرده، ولم يستطع أحد رصده، أو التصدي له، إلا بعد أن حقق أهدافه بدقة.

تعرض عدد من جنود الجيش الإسرائيلي لهجوم من قبل الوشق المصري اعتبرتها وسائل الإعلام واقعة نادرة ومثيرة، وهي الحادثة اعترفت بها وسائل إعلام عبرية، التي ذكرت أنه وردت بلاغات عن عضة مشتبه بها لجنود في منطقة الحدود المصرية، بمنطقة جبل حريف، وأشارت إلى أنه تم ضبط حيوان مفترس نادر يسمى الوشق، من جانب مفتش من هيئة الطبيعة والمحميات الذي وصل إلى مكان الحادث بعد تلقي البلاغ، ونقل إلى مستشفى متخصص لفحصه.

ظهور الوشق المصري أثار الدهشة بسبب ندرته وشبه انقراضه بينما  لا تزال أعداد قليلة منه تعيش متخفية في جبال سيناء، في حين أن  تعرضه المستمر للصيد بسبب جلده الثمين وتدمير موائله الطبيعية أدى إلى تراجع أعداده بشكل ملحوظ.

مواصفات الوشق المصري 

قط بري من الحيوانات المفترسة متوسطة الحجم يتراوح طوله بين 60 و130 سنتيمتراً، ويعتمد في الصيد على سرعته التي تصل إلى 80 كيلومتراً في الساعة، ويمتلك الوشق قدرة استثنائية على القفز عاليا، مما يجعله قادرا على اصطياد الطيور، ينشط في الليل لتجنب حرارة الصحراء، ويعيش منفردا إلا فى موسم التزاوج، ويمكنه العيش لفترات طويلة دون ماء، حيث يحصل على الرطوبة من فرائسه.

يستوطن الوشق المصري الصحراء، ويفضل المناطق الجافة ذات الأمطار المنخفضة، ويتغذى على الحيوانات الصغيرة مثل الأرانب، والقوارض، والطيور.

خصائص الوشق المصرى

طوله يتراوح  ما بين 60 إلى 90 سم "بدون الذيل"، ووزنه من 8 إلى 20 كيلو جرام.، فيما يبلغ ارتفاعه نصف متر عند الكتفين، ويمتلك أنياب طويلة ومخالب حادة، وعمره الافتراضى: من 12 إلى 15 سنة فى البرية، وقد يمتد إلى 20 سنة فى حدائق الحيوان، ويصنف بأنه حيوان آكل للحوم، حيث يصطاد الأرانب، الطيور، والقوارض.

الوشق في مصر القديمة 

عرف الفراعنة  الوشق المصري ورسموه على جدران مقابرهم ليحرسها حسب اعتقادهم النابع من شراسة وقوة القط وفي عصور لاحقة استخدمه سلاطين الهند المسلمون في الصيد والعروض الترفيهية إذ يتواجد ببعض مناطق آسيا كما استخدمه مسلموا الصين لتحسين العلاقات مع الأسر الحاكمة ببيعه مقابل الذهب والعملات النحاسية، واستمر حضور الوشق المصري حيث ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي لدي هواة اقتناء الحيوانات البرية من الشباب المصريين.

الأبراص والسحالي المصرية 

يذكر أنه في عام 2022 أطلق علماء إسرائيليون تحذيراً من انتشار البرص المصري، والمعروف باسم "أبو بريص"، في منطقة وادي عربة جنوب البلاد، الأمر الذي يهدد النظام البيئي لديها.

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تقريرا نشرته العربية ذكرت فيه أن سلطة الطبيعة والمتنزهات تسعى للحصول على مساعدة من سكان وادي عربة المحليين في تحديد مكان ابراص وسحالي مصرية بدأت في الانتشار بالإقليم وتتكاثر بسرعة رهيبة وتلتهم المحاصيل الزراعية.

حسب "العربية" قال شاي ميري أستاذ العلوم بجامعة تل أبيب إن السحالي والأبراص المصرية يمكنها أن تلتهم أي شيء ويمكنها التغلب على أي مقاومة، ولديها القدرة على التسبب في أضرار جسيمة لأي نظام بيئي، مؤكداً أن سلطة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية تسعى إلى الحصول على مساعدة من السكان في تحديد مواقع هذه الأنواع تمهيداً لمحاصرتها ومنع انتشارها أكثر من ذلك.

وأضاف:  جرى رصد السحالي المصرية وهي تأكل الطيور الصغيرة، مضيفاً أنها تعتبر من الأنواع العدوانية للغاية وهي تعض بقوة وتتكاثر في دورة حياة سريعة، مؤكدا أن هذه الأبراص والسحالي المصرية قضت على جميع الأبراص المحلية وباتت تشكل خطراً على الوضع البيئي في إسرائيل وتهدد بالتهام كافة المحاصيل الزراعية.

ووفق التقرير، لم تستطع سلطة الطبيعة والحدائق تحديد كيفية انتقال الأنواع على طول الطريق إلى وادي عربة، مما دفعها إلى طلب المساعدة من السكان المحليين.