أثارت فرقة موسيقية جديدة تُدعى "ذا فيلفت سانداون" جدلاً واسعاً بعد أن حصدت أكثر من 600 ألف استماع على منصة "سبوتيفاي" خلال أيام، دون أي حملات ترويجية أو حضور معروف على الساحة الموسيقية، ما دفع كثيرين للتساؤل عن مدى واقعيتها.

وتتكون الفرقة، بحسب ما يظهر في ملفها الرسمي، من أربعة أعضاء بأسماء غير معروفة سابقاً: "غابي فارو"، و"ليني ويست"، و"ميلو راينز"، و"أوريون ديل مار". لكن اللافت أن أياً من هؤلاء لا يمتلك سجلاً رقمياً خارج هذه المنصة، ولا حسابات موثقة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما زاد الغموض حول خلفيتهم الفنية.

وتضاعفت الشكوك بعد ظهور حسابات متعددة على "إكس" و"إنستغرام" تدّعي تمثيل الفرقة، بعضها ينشر عبارات غامضة مثل "قالوا إننا غير حقيقيين، ربما أنتم أيضاً غير حقيقيين"، فيما ينفي آخرون أي صلة بالذكاء الاصطناعي، ويؤكدون أن الموسيقى نتاج جلسات تسجيل حقيقية في كوخ بكاليفورنيا.

لكن الصور التي نُشرت لأعضاء الفرقة أثارت الريبة أكثر، إذ بدت ملامحهم مشوهة أو غير منطقية، في مؤشر يعرفه المتخصصون في تتبع الصور المنتجة بالذكاء الاصطناعي، وخاصة ما يتعلق بتشوهات الأصابع أو غياب التفاصيل الدقيقة.

وفي خطوة حاسمة، صنّفت منصة "ديزر" المنافسة لسبوتيفاي موسيقى "ذا فيلفت سانداون" تحت فئة "محتوى مولد بالذكاء الاصطناعي"، مؤكدة عبر مدير قسم الابتكار، أوريليان هيرو، أن أدواتهم ترصد أنماطاً صوتية لا تظهر في التسجيلات البشرية.

ورغم أن نسبة الاستماع لمحتوى الذكاء الاصطناعي لا تزال ضئيلة مقارنةً بالإنتاج البشري، إلا أن هذه الظاهرة تسلط الضوء على مستقبل الموسيقى الرقمية، وقدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي على خداع الحواس... وربما القلوب.