نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحول
مفاجئ..تبون
ينحني
لفرنسا
ويطلب
ود
ماكرون
بعد
سلسلة
من
التصعيدات! - بلس 48, اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025 06:30 مساءً
في تحول مفاجئ في المواقف، وبعد سلسلة من البلاغات التي انتقدت فرنسا بسبب موقفها من قضية الصحراء المغربية، يبدو أن الجزائر قد تبنت خطابًا جديدًا يتسم بالمرونة تجاه فرنسا. ففي تصريحات حديثة، كشف الرئيس عبد المجيد تبون عن استعداد بلاده لفتح صفحة جديدة مع فرنسا، مؤكداً أن "الخلاف مع فرنسا مفتعل بالكامل" وأن "إيمانويل ماكرون هو المرجعية الوحيدة" لحل القضايا بين البلدين، حسب تعبيره.
وعلقت تقارير إعلامية فرنسية بالإشارة إلى أن الرئيس الجزائري تلقى الإشارات الإيجابية التي بعثها نظيره الفرنسي نهاية الأسبوع الماضي، ورد عليها بالمثل، مشددًا على ضرورة "التحلي بالحكمة".
لكن تصريحات تبون أثارت استياء شخصيات يمينية فرنسية، التي اتهمها الرئيس الجزائري بالتحريض على افتعال أزمة مع الجزائر.
فقد صرح تبون خلال مقابلة مع مجموعة من الصحافيين بثّها التلفزيون الجزائري أن "هناك فوضى عارمة وجلبة سياسية في فرنسا حول خلاف تم افتعاله بالكامل"، مؤكدًا "أننا نعتبر أن الرئيس ماكرون هو المرجع الوحيد ونحن نعمل سويا".
وأضاف "بالفعل كان هناك سوء تفاهم، لكنه يبقى رئيس الجمهورية الفرنسية. وبالنسبة لي، فإن تسوية الخلافات يجب أن تكون سواء معه أو مع الشخص الذي يفوضه، أي وزيره للشؤون الخارجية، وهو الصواب".
وصرّح "في ما يخصني، فإن ملف الخلاف المفتعل بين أياد أمينة، بين يدي شخص كفؤ جدا يحظى بكامل ثقتي، ألا وهو وزير الشؤون الخارجية السيد أحمد عطاف"، الذي سبق أن وصفت بيانات صادرة عن وزارته الجزائر بأنها ضحية لمؤامرة من "اليمين المتطرف الفرنسي الحاقد والكاره".
كما أكد تبون أن التقارب المغربي-الفرنسي ليس تهديدًا للجزائر، في خطوة تدل على تراجع عن المواقف الحادة التي أصدرتها الجزائر في وقت سابق.
وأشار تبون إلى أن الزيارات الأخيرة لمسؤولين فرنسيين إلى الأقاليم الجنوبية للمغرب لا تمثل استفزازًا للجزائر، مبددًا بذلك المخاوف التي أثارها البعض في الجزائر إثر زيارة وزير الثقافة الفرنسي إلى الصحراء.
وزادت حدة التوتر بين الجزائر و باريس، بعدما أوقفت السلطات الجزائرية في نوفمبر 2024 الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال بمطار الجزائر، بعد استياء السلطات الجزائرية من تصريحاته لصحيفة "فرونتيير" الفرنسية، حيث "كرر" موقف المغرب القائل إن قسماً من أراضيه اقتطع في ظل الاستعمار الفرنسي وضم للجزائر.
وكان ماكرون قد عبر عن رغبته بإيجاد "حل سريع" لمحاكمة الكاتب بوعلام صنصال، الموقوف في الجزائر، لكي يتمكن من "استعادة حريته".
وفي فبراير، طالب الرئيس الفرنسي بـ"حل" قضية صنصال "لإعادة الثقة" المتبادلة، معربًا عن قلقه على صحة الكاتب الذي يعاني مرض السرطان، والذي طالبت النيابة بالسجن النافذ لمدة 10 سنوات في حقه، ويتوقع أن يصدر القضاء حكمه الخميس المقبل. وقال ماكرون "ما حدث أمر خطير للغاية، لكنني واثق في الرئيس عبد المجيد تبون وفي بصيرته، حيث يعلم أن كل هذا ليس جادًا وأننا نتعامل مع كاتب كبير، وهو أيضًا مريض".
لكن تصريحات تبون لاقت ردود أفعال من بعض شخصيات اليمين المتطرف في فرنسا، جاء أبرزها على لسان رئيس حزب "التجمع الوطني" جوردان بارديلا، الذي دعا إلى خطوات حازمة ضد الجزائر عبر إغلاق باب الهجرة ووقف التقديمات لها.
وتعيش السياسة الجزائرية حالة من التخبط المستمر، حيث تتناقض التصريحات والمواقف الرسمية في العديد من الملفات الداخلية والخارجية، ما يعكس هشاشة نظام الكابرانات الذي يواصل توظيف قضية الصحراء المغربية كملف رئيسي للتغطية على أزماته المستمرة. فبدلاً من التعامل مع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد، فضّل النظام تحويل الأنظار إلى النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ليشغل الرأي العام المحلي والعالمي بقضية حساسة تُستخدم كأداة لتوجيه الغضب والتوترات بعيدًا عن الفشل السياسي والاقتصادي.
0 تعليق